كل يوم
أحاديث الفخر والكبرياء!

لست أريد أن أتخذ من التطورات المرعبة التى نشهدها منذ سنوات فى بعض دول الجوار القريب أو حتى دول الجوار البعيد من تفاقم للأزمات واشتداد للصراعات وغياب أبسط مقومات الأمن والاستقرار للأوطان والشعوب كمدخل لحديث يمتلئ بكل معانى الكبرياء الوطنى والفخر بما أنجزته مصر لضرب عواصف الفوضى التى كانت قد هبت بعنف وضراوة منذ مطلع عام 2011.

لقد تمزقت الأستار وسقطت الحجب وعلينا أن ندرك كم كان الله لطيفا بمصر عندما استجابت المؤسسة العسكرية لنداءات الملايين فى 30 يونيو عام 2013 وأوقفت المخطط الرهيب لإسقاط الدولة وجنبت شعب مصر مثل ذلك المصير المؤلم الذى رأيناه منذ أيام على شاشات الفضائيات لأبشع عملية هروب من أفغانستان بعد سيطرة حركة طالبان على مقاليد الحكم فى كابول.

إن علينا أن نستخلص الدروس والعبر مما عايشناه على مدى السنوات العشر الماضية وكيف أعاننا الله على الخروج من الشدة إلى الفرج لأن استخلاص الدروس ليس نبشا فى الماضى وإنما هو ضرورة إلى أقصى حدود الضرورة لتأمين الحاضر وتوسيع آفاق التطلع نحو المستقبل.

إن المعجزة التى حققناها على أرض مصر ليست فقط أمرا استثنائيا فى منطقة أرادوا لها أن يطول زمن انكسارها تحت وطأة المعارك والخلافات والحروب والصراعات الأهلية وإنما ينبغى أن تكون إلهاما يجدد العزم فى النفوس ويزيد من صحة اليقين بأنه لا مستحيل تحت الشمس وأن المعجزات تساوى كل جهد يبذل من أجلها مهما كان من قوة عواصف الفوضى التى استهدفت أن تطفئ شموع الأمل لأمد غير قصير!

لابد للشعب المصرى بمختلف انتماءاته أن يعرف ما لابد له أن يعرفه من حقائق وأسرار تلك السنوات الصعبة التى عشناها قبل وبعد ثورة 30 يونيو لدحر تيار الإرهاب المتحصن بفكر متطرف سقيم يستند إلى قوى دولية وأخرى إقليمية تحالفت لتحريك هذا التيار وتحريضه علينا بالفضائيات والأكاذيب والإشاعات.

وإذا جاز لى أن ألخص 10 سنوات من الصراع الطويل العنيف المرير ضد الإرهاب والتخلف والجمود فإننى أقول: إن شعب مصر نجح فى أن يؤكد لنفسه وللآخرين عمق إيمانه بأهدافه ومبادئه الوطنية الضاربة فى عمق الضمير الوطنى والإنسانى على طول التاريخ والتى هى مصدر القوة والثقة بالنفس لمصر المحروسة!

خير الكلام:

<< خير لك أن تقرأ ولا تنهم بدلا من أن تندم على عدم القراءة!