رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

كل يوم
زلزال كابول وتوابعه!

أعتقد أن الأيام المقبلة والتطورات المحتملة ضمن تداعيات زلزال السقوط الكبير للعاصمة الأفغانية كابول فى أيدى حركة طالبان وسط غموض مريب للموقف الأمريكى سوف تؤكد أن ما جرى ولم يستغرق بضع ساعات هو حدث كبير وضخم وبالغ الخطورة فى تداعياته وأيضا دلالاته.

إن ما حدث فى كابول سوف تكون له آثاره البعيدة على ما سوف يحدث فى التوازنات الإقليمية والدولية فى صراع الكبار على امتداد القارة الآسيوية بأكملها بعد أن ينقشع الظلام ويتبدد الغموض الذى مازال يستر ويدارى العديد من المواقف ذات الصلة بالشأن الأفغانى خاصة أمريكا وحلفاءها من دول حلف الأطلنطى ودول الجوار القريب والبعيد من أفغانستان مثل الصين وروسيا وإيران!

إن الطريقة التى جرت بها عملية الاستيلاء السهل والسريع من جانب حركة طالبان ترجح شواهدها الأولية أنها جزء من خطة أوسع من حدود أفغانستان وأن هدف هذه الخطة – إذا صح ما يتردد عن ضوء أخضر أمريكى – هدف أكبر وأخطر من أفغانستان ومن حركة طالبان.

إن ما جرى فى كابول والطريقة التى يسرت السقوط السهل والسريع لنظام الحكم الأفغانى وهروب رئيسه على متن طائرة أمريكية كانت جاهزة مع ترتيبات أخرى لتسليم مفاتيح القصر الرئاسى لحركة طالبان يؤكد بما لا يدع مجالا لأى شك أنه ليس هناك فى مثل هذه السيناريوهات الانقلابية شىء يجرى اعتباطا أو بمحض المصادفة خصوصا فى بلد مثل أفغانستان بأوضاعه الخاصة التى خلفتها ترتيبات وتجهيزات عشرين عاما من الوجود الأمريكى المسلح وهى ترتيبات من المستحيل أن توفر لحركة طالبان فى هذا الزمن القصير أن تمتلك جرأة الاندفاع المكشوف للاستحواذ على كابول.

ويخطئ من يتصور أن عملية استيلاء حركة طالبان على كابول كانت مجرد مغامرة قابلة للنجاح ومعرضة للفشل فالأمر فيما يبدو كان مرتبا ومعدا وفق سيناريو دقيق يحمل فى طياته ضمانات بأن الجيش الأفغانى الذى أنفقت عليه أمريكا عشرات المليارات من الدولارات لتسليحه وتجهيزه لم يبد أى إشارة للمقاومة أو حتى مجرد الاحتجاج بطلقات فى الهواء... وهذا هو الذى أصاب أهل كابول بالفزع والشلل والاستسلام لما يجرى رغم المخاطر المحتملة التى تتهدد مصير أغلبهم!

وأكرر أن زلزال كابول الانقلابى حدث جلل وخطير بدأ على أرض أفغانستان ولكن تداعياته سوف تمتد إلى ما وراء حدود أفغانستان بمسافات بعيدة.. وليست خطوة التحول من الدولة المدنية إلى الإمارة الإسلامية سوى إشارة لبعض ما هو قادم ومحتمل!

خير الكلام:

<< من الحكمة ألا تدخل مدخلا قبل أن تعرف كيفية الخروج منه!

[email protected]
لمزيد من مقالات مرسى عطا الله

رابط دائم: