رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

كلمات حرة
الفشل الأمريكى..من فيتنام إلى أفغانستان!

ذكرتنى أخبار ومشاهد قوات طالبان وهى تجتاح المدن الأفغانية، واحدة تلو الأخرى، بعد الانسحاب الشائن للقوات الأمريكية من هناك، واقترابها من العاصمة كابول، ونحن فى أغسطس 2021, بمشاهد اجتياح قوات الفيت كونج الشيوعية مدينة سايجون- عاصمة فيتنام الجنوبية - بعد هزيمة الأمريكيين و اضطرارهم للانسحاب من هناك فى مارس 1973. لقد كانت الحرب فى فيتنام ضمن رسالتى للحصول على ماجستير العلوم السياسية فى 1978 وكان الأداء البائس للجيش الأمريكى، الذى هو جيش احدى القوتين العظميين فى العالم، فى ذلك الوقت ، أمام القوات الفيتنامية هو الدافع لى لكى أفهم و أدرك جيدا أسباب هذا الفشل الفادح للأمريكيين هناك. لقد وصلت القوات الأمريكية فى تلك الحرب لما يزيد علي نصف مليون جندى، مدعمين بتفوق جوى كاسح، إلى جانب الجيش الفيتنامى الجنوبى الذى وصل عدده إلى مليون و نصف مليون مقاتل.. واستمرت الحرب لما يزيد علي عشرين عاما ، وانتهت بهزيمة شائنة للأمريكيين والفيتناميين الجنوبيين ، وسقطت سايجون عاصمة فيتنام الجنوبية فى أيدى جيش فيتنام الشمالية فى ابريل 1975. اليوم يتكرر مثل ذلك المشهد ولكن بنسخة أخرى تتقدم فيها قوات طالبان وتستولى (وفق آخر الأنباء) على كل المدن الرئيسة، ولم تبق إلا كابول التى أعتقد أنها سوف تسقط فى خلال ساعات أو أيام! ولكن هناك فارقا شاسعا بين ماحدث فى فيتنام التى تطورت وتغيرت وأصبحت الآن دولة حديثة متقدمة ومنتجة، وبين المصير البائس الذى يواجه الشعب الافغانى الذى تتوالى أنباء الهروب منه أمام جحافل طالبان التى تتوعد الشعب الأفغانى، وترغم النساء على ارتداء البرقع، وتقوم بجلد المدنيين وفق أفكار رجعية فاسدة، تسىء للإسلام والمسلمين على نحو غير مسبوق. أما الأمريكيون فقد فروا من المعركة، ليدفع الشعب الأفغانى، مثلما دفع الفيتناميون من قبل، ثمن الاعتماد على أمريكا!

Osama [email protected]
لمزيد من مقالات د. أسامة الغزالى حرب

رابط دائم: