كثرت وقائع أن يتنكر رجال فى زى نساء منتقبات للتستر على أفعال خارجة على القانون! وكان آخرها الخميس الماضى، فى منطقة ميت رومى، مركز دكرنس، محافظة الدقهلية، عندما تبين لبعض المارة أن رجلاً يتخفى بنقاب نسائى أسود فى الشارع، ولا يظهر من ملامحه شيء، إلا أن صوته الذكورى الخشن وهو يتحدث فى التليفون كشف أمره، فتخوفوا من أن يكون فى طريقه لارتكاب جريمة، فأمسكوا به واستدعوا الشرطة التى ألقت القبض عليه.
أول ما يستحق المُلاحَظة والتقدير إدراك بعض المواطنين للخطر فى سلوك الرجل، وإيجابيتهم فى الإمساك به، وإبلاغهم للشرطة، ثم سرعة الشرطة فى التلبية، وفى بدء الإجراءات القانونية توطئة لإحالته للنيابة. وأما الملاحظة الثانية، فهى أن استغلال النقاب فى هذه الحالات الإجرامية لم يكن ليخطر على بال المجرمين إلا لأن هناك أعداداً من النساء يرتدين النقاب بظن أنهن يلتزمن دينياً! فى حين أن الأزهر الشريف أصدر العديد من الدراسات العلمية والبيانات الإعلامية تصحح هذه الأخطاء، ومن هذا تصريحات صحفية للإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر الدكتور أحمد الطيب، فى شهر يناير الماضى، ولكنها، للأسف، لم تلق ما تستحقه من ترويج، حيث قال: النقاب ليس فرضاً فى الدين ولا السُّنة، فالنقاب بالنسبة للمرأة كأنها تلبس خاتماً أو تخلعه. وقال إن ما يجعله يرتاب كثيراً هو هذا الاهتمام الشديد لدرجة أن المعلمة تبقى بالنقاب حتى فى مدرسة البنات ولا تخلعه أمامهن. وأضاف أنه إذا أراد صاحب العمل من العاملات أن يخلعن النقاب فهو لا يُلام إطلاقاً، ويجب عليهن أن يخلعنه: لأن هناك أموراً كثيرة لا يجوز فيها ارتداء النقاب. وأضاف أن اعتقاد المنتقبة أن الإسلام كله متمثل فى النقاب، وأنها إذا خلعته فكأنها خلعت الإسلام، هو اعتقاد غير صحيح، ويجب أن نعالج هذه القضية فقهياً. وتطرق إلى الحجاب، وقال إنه لا يجوز تصوير المرأة التى لا ترتدى الحجاب أنها خارجة عن الإسلام، لأن معصية عدم ارتداء الحجاب ليست من الكبائر، بل إنها أقل من الكذب.
[email protected]لمزيد من مقالات أحمد عبدالتواب رابط دائم: