رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

الحلول الودية أفضل..
معارك ما بعد الطلاق.. كل الأطراف خاسرون

سوسن الجندي

بالرغم من أن الطلاق هو نهاية الحياة الزوجية بمشاكلها وخلافاتها فإنه فى كثير من الأحيان ومع وجود أطفال يكون بداية لمشوار طويل من العذاب والمعارك المستعرة بين الطرفين قد تصل إلى حد العنف وتتصاعد جولاتها فى أروقة المحاكم ويدفع ثمنها الابناء، وتستمر المعارك لسنوات وسنوات يحرم فيها الأب من رؤية أبنائه أو يرفض الانفاق عليهم ويرواغ ليتهرب من النفقة وأحيانا يرفض الطرفان أو احدهما الحلول السلمية والطلاق المتحضر. وبالرغم من أن المرأة المتضرر والخاسر الأكبر من الطلاق فإنها كثيرا ما تكون هى الطرف الاكثر عدائية بعده

 

وهذا ما تؤكده د انجى عقل استاذ علم الاجتماع مضيفة ان تلك الحقيقية لا تنبع من كونها طرفا سيئا لكنه ينبع من طبيعة المجتمع الذى يحمل المرأة أكثر الأعباء فإذا راجعنا وضع النساء المتزوجات لوجدنا أن اغلبهن يتحملن لسنوات طويلة خوفا من وصمة الطلاق ولقب مطلقة ودائما ما ينتظر منها الصبر والتحمل من أجل أبنائها والتراجع لصالح الرجل ويحملها المجتمع مسئولية وقوع الطلاق حتى لو لم تكن السبب فتقع المرأة فى صراع نفسى بسبب الضغوط الواقعة عليها والنظرة السلبية لها وهو ما يجعلها تتوحش أحيانا فى رد فعلها فتحاول إبعاد أبنائها عن والدهم انتقاما منه،

ومن ناحية أخرى نجد الرجل فى مجتمعاتنا هو صاحب السلطة ويحظى بنظرة متميزة فى المجتمع باعتباره الأفضل والأكثر إكتمالا فيحق له ان يتصرف كما يحلو له وعليها الصبر والاحتمال وعندما تفعل ذلك ولا تجد تقديرا أو مساعدة من الزوج ويقع الطلاق وتجد نفسها فى مواجهة المجتمع تعتقد ان وجود الاطفال معها يمنحها ورقة للضغط والانتقام من الزوج لتجد لنفسها تعويضا عما حدث لها وتشفى رغبتها فى الانتقام.

وتوضح أن الحقيقة المؤكدة ان الطلاق العنيف غير المتحضر والصراع فى ساحات المحاكم معركة تخسر فيها المرأة غالبا حتى لو صدرت الاحكام فى صالحها وهو ما أكدته دراسة للمركز القومى للبحوث الاجتماعية أشرفت عليها الدكتورة فادية ابو شهبة استاذ القانون الجنائى حول العواقب النفسية والاجتماعية لعدم تنفيذ أحكام دعاوى النفقة والحضانة حيث اوضحت ان 80% من احكام النفقة لم تنفذ وأن 83% من النساء اللاتى لجأن لرفع قضايا أمام المحاكم يلمن أنفسهن لرفضهن الحل الودي، وقالت 85% منهن انهن تسرعن فى طلب الطلاق وان زواجا غير سعيد أرحم من طلاق بلا نفقة بسبب المعاناة الاقتصادية التى تعرض لها ابناؤهن بعد الطلاق لرفض الاب الانفاق وكشفت الدراسة أن الاطفال هم الاكثر تضررا من عواقب الطلاق وأن أطفال المنفصلين سجلوا درجات دراسية أدنى من غيرهم وهم الفئة الاكثر عرضة لمواجهة تدنى تقدير الذات مما ينعكس سلبا على ادائهم الدراسى ورصدت الدراسة عدة مؤشرات على اضطراب السلوك لدى ابناء الامهات المطلقات اللاتى لجأن للمحاكم مثل ترديد ألفاظ غير لائقة أو الكذب والعنف وتلعثم الكلام وقضم الاظافر والتبول أثناء النوم وأرجعت الدراسة السبب وراء انخفاض المستوى التعليمى لابناء المطلقين إلى الانخراط فى صراع الوالدين فى قضايا النفقة والرؤية بعد الانفصال والصراعات التى تنشأ عنها وبالتالى تتدهور علاقتهم بوالديهم وما يترتب عليه من سلبيات.

وتلفت د إيمان عبدالله أستاذ علم النفس بكلية البنات جامعة عين شمس الانتباه إلى أن المرأة ليست المسئولة دائما ففى بعض الحالات يعتبر الرجل أن طلب المرأة للطلاق واصرارها عليه هو بمثابة اهانة له وجرح لكبريائه وخاصة اذا حصلت عليه بحكم من المحكمة فيبدأ الرجل فى الانتقام من المرأة وقد يسعى إلى حرمانها من أبنائها والمطالبة بضم الأبناء وقد يذهب لأبعد من ذلك فيبدأ بتشويه سمعتها حتى لا يضطر لاعطائها حقوقها وكذلك حرمانها من نفقة أولادها وهناك أب يحرض ابناءه على والدتهم فيدعوهم للإساءة إليها وفى بعض الاحيان تكون الزوجة هى المتسببة فى استمرار النزاعات واستغلال ورقة الابناء وحرمان الاب منهم خاصة إن كان الطلاق وقع على غير رغبتها فقد تمنع أبناءها من الذهاب إلى زيارة أهل الاب وتقوم بزرع الكراهية فى قلوب أبنائها تجاه الاب وأسرته وللاسف فمن يدفع ثمن هذه العلاقة السيئة بين الابوين هم الابناء وتؤدى إلى معاناتهم من مشاكل نفسية واقتصادية كبيرة بالاضافة إلى تفكيك الاسرة وتقطيع لصلات الارحام كما قد تؤدى لإصابة الزوجين بمتلازمة الإجهاد المزمن بسبب استمرار الخلافات بعد الطلاق وبالتأكيد فعلاقة من هذا النوع ليست فى مصلحة أحد فالطلاق الناجح يشترط فيه عدم إيذاء النفس والابناء والتسريح بإحسان مع الحرص كل الحرص على مصلحة الابناء وعدم اقحامهم فى مشاكل الكبار.

وتضيف استاذ علم النفس ان معارك الطلاق تغيب فيها أحيانا كل الاسس الانسانية والاخلاقية فنجد الام التى تحرم ابناءها من ابيهم أو تبث سمومها عبر وسائل التواصل الاجتماعى أو الرجل الذى يقوم بتركيب صور وفيديوهات للانتقام من طليقته بهدف الإساءة لسمعتها وغير ذلك من صور حروب ما بعد الطلاق وترجع لشعور أحد الطرفين أو كليهما بأنه قد فقد جزءا من حقه وهم يستغلون الاطفال فى صراعاتهم فينشأ الاطفال مقهورين ويعيشون صراعات داخلية ويكرهون الزواج ويتأثرون سلبا نتيجة العيش مع أحد الوالدين دون الآخر ويجب أن يدرك الطرفان أن فسخ عقد الزواج لا يعنى فسخ العلاقة الوالدية الامومية والابوية فهناك ملايين الأطفال الذين أصابهم المرض النفسى بسبب صراعات الوالدين ضد بعضهم البعض مما يضر بالابناء ضررا فادحا ومما يزيد المشكلة أن هناك طرفا يصر على بتر الطرف الآخر من حياته وحياة أبنائه.

ويجب أن يعرف الوالدان أن بتر أحدهما للآخر هو بتر يصيب نفسية الأبناء ولا يمكن ان ينشا طفل سوى ومتزن نفسيا فى ظل علاقة سيئة الى هذا الحد بين الابوين فحتى لو ان الاب يرفض الانفاق او ان الام ارتكبت ما يزعج الاب فلا يمكن بحال من الاحوال حرمان الابناء من رؤية امهم او ابيهم مهما كانت الاسباب.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق