أسوار الصمت
أحمد حمزة نمير: يبدو الزوج مطرقا حزينا يقلب شاردا في شاشة هاتفه المحمول، والزوجة منشغلة الذهن تخفي ملامح وجهها الشاحب في إعداد الطعام والمهام المنزلية اليومية! وكأن هناك اتفاقا علي هذا الصمت، وليس بينهما إلا بعض الكلمات المقتضبة الهامسة!، أو ما يسمي (الخرس الزوجي)، وهذا المشهد متكرر في الكثير من البيوت مع اختلافه بصورة نسبية، أو حسب أوقات العمل والراحة، وقد اختفت إلي حد كبير الجلسات العائلية والمناقشات، وأيضا الجلسات الباسمة الضاحكة وحكايات السمر الليلية، وتراجع الاندماج الأسري والعائلي بسبب التباعد الاجتماعي والنفسي أيضا، والهواتف والأجهزة الإلكترونية المحمولة، والغرف المغلقة واتساع الهوة الفكرية بين الأجيال، وخاصة المراهقين المتمردين والآباء والأمهات وإرهاق العمل، وضغوط الماده التي لا ترحم، ولا تمنح الفرصة لالتقاط الأنفاس !
ولكن ما قام ببناء هذه الأسوار بين الزوج وزوجته وبينهما وبين الأبناء سوي تراكم المشكلات، وعدم حلها أول بأول، وعدم المصارحة، وإخفاء الأسرار والشك الصامت، والصراعات المادية المضنية والبخل والإسراف أيضا!، وغياب الانسجام، وفقدان الثقة، والخجل أحيانا بين الزوجين، أو من جانب الأبناء، وعدم قدرة الآباء والأمهات علي مواجهة مشكلاتهم العادية اليومية وتراكمها.. أضف إلي ذلك، الاستسلام لوساوس الشيطان، والانقياد وراء الكبرياء والغطرسة والمباهاة بالأصل والعناد. ويعتبر العناد والفقر والخلافات المادية، والشيطان الذي يذكر دائما بالمواقف السيئة المختمرة في الذاكرة ويستدعيها باستمرار، هي من بنت هذه الأسوار بين الزوجين وقد تتسبب في إحداث الفرقة بينهما فيما بعد، وقد أعجبتني فكرة إحدي الأسر بالاتفاق علي موعد أسبوعي لطرح الملاحظات والمشكلات الأسبوعية والمصروفات الملحة، وتحديد الأولويات، وإتاحة الحديث أمام الأبناء حتي يثقوا بأنفسهم، ويعبروا عما يجول بخاطرهم!، واختيار أيسرالحلول وأبسطها، ويتبع ذلك شعور طيب بالاهتمام بكل فرد من أفراد الأسره مهما يكن صغيرا أو ضعيفا، وضمان عدم سيطرة أصحاب الصوت العالي! وتحتاج سياسة طرح المشكلات العائلية إلي إعداد نفسي لجعل الجميع قادرين علي استيعاب المشكلات من خلال خبرتهم، ودفع الأبناء للصدق مع أنفسهم ومع أسرتهم، فلا يخفون أفعالهم خارج المنزل والتي قد تسبب أذي لهم ولغيرهم، وتشوه العلاقات الاجتماعية في محيطهم، فهذه الأسوار العالية الصامتة من صنع إضطراب العلاقات، وإخفاء الأسرار والعناد.
ولإزالة هذه الأسوار هناك معول واحد هو المواجهة والصراحة في ضوء امكانيات الواقع والثقة بين الطرفين، فلا داعي للف والدوران ومخاطرة القفز علي هذه الأسوار، فالطريق المستقيم قصير وواضح، وذلك للوصول إلي أهداف ونتائج سريعة تستأنف معها رحلة الحياة، ويتعلم منها الأبناء أسلوب حياة يدعمهم فيما يواجهونه في المستقبل، ويجعلهم أقوياء يدافعون عن سعادتهم واستقرارهم، وقد يتعلم منهم الكبارهذا الإصرار في الدفاع عن سعادتهم، والحياة التي يرونها مناسبة لهم.
من بستان الحياة
محمد مدحت لطفي أرناءوط: هذه زهور قطفتها من بستان الحياة وأهديها لكم، فمن زهور الأمل ما يلي:
ـ لو كان باستطاعة الإنسان أن يعطي الأمل، فلا يبخل به علي الناس، إذ يمكن للإنسان أن يعيش بلا بصر، ولكنه لا يمكن أن يعيش بلا أمل.
ـ لابد لشعلة الأمل أن تضيئ ظلمات اليأس، ولابد لشجرة الصبر أن تطرح ثمار الأمل.
ـ لن تغرق سفينة الحياة في بحر من اليأس، مادام هناك مجد اسمه الأم .. ومن زهور الابتسامة:
ـ إن أجمل شيء في الوجود هي الابتسامة التي تشقّ طرقها وسط الدموع.
ـ إذا الحزن وقف في طريقك مرة، فالفرح سيقف في طريقك عدة مرات.
ـ إذا ابتسم صديقك، فعليه أن يذكر لك السبب، وإذا بكي، فيجب أن تبحث أنت عن السببب.
ـ الابتسامة لا تكلف شيئاً، ولكن تعود بالخير الكثير.. إنها تستغرق أكثر من لمحة بصر، ولكن ذكراها تبقي طويلا.
ومن زهور «الألم»:
ـ العظيم من يبتسم عندما تكون دموعه علي وشك الانهيار.
ـ علموني البكاء وما كنت أعرفه، ويا ليتهم علموني كيف ابتسم
ـ ما أعظم القلب الحزين، عندما لا يشغله حزنه من أن يعزف سيمفونية عنوانها «المحبة والأمل».
ـ إذا كان وجود الشوك في الورود يحزننا، فإن وجود الورد وسط الشوك يفرحنا.
ـ قد تنسي من يشاركك الضحك، ولكنك لا تنسي من يشاركك البكاء.
ـ كفكف دموعك، وإن هاجت هوائجها، فكل ثغر مع الأيام يبتسم.
ومن زهور السعادة
ـ السعادة هي الشيء الوحيد الذي يمكن أن تقدّمه بدون أن تملكه.
ـ اليوم السعيد هو الذي تسعد فيه غيرك.
ـ السعادة هي أن تسعي جاهداً لإسعاد الآخرين المعذبين.
ـ البعض ينشر السعادة أينما ذهب، والبعض الآخر يخلّفها وراءه إذا ذهب.
رابط دائم: