الشارع المصرى أصيب بحالة ذهول من موقف دول العالم فى قضية السد الإثيوبى .. الناس لا تصدق أن توقع روسيا اتفاقية دفاع مشترك مع إثيوبيا والمواجهة تدق كل الأبواب. كانت كلمة رئيس وفد روسيا فى مجلس الأمن كلمة عدائية ضد مصر رغم العلاقات شديدة الخصوصية بين البلدين على المستوى الاقتصادى وصفقات السلاح والمفاعل النووى فى الضبعة وهذه المشروعات الضخمة.. التى تتم بين البلدين كان ينبغى أن تكون سببا فى دعم روسيا لمصر فى هذه الأزمة خاصة أن الروس يدركون حقوق مصر والسودان فى الحياة .. على جانب آخر كان موقف فرنسا ورئيس مجلس الأمن شيئا غريبا ومريبا أمام علاقات خاصة جدا بين مصر وفرنسا.. إن فرنسا هى التى أقامت مؤتمرا اقتصاديا لدعم السودان. ويأتى الموقف الأمريكى لكى يؤكد أن أمريكا ليس لها أصدقاء وأنها تبيع الجميع فى لحظة.الموقف الأصعب والأكثر غرابة هو موقف الصين وهى أيضا تربطها مصالح تاريخية مع مصر.. إن موقف الدول الكبرى فى مجلس الأمن يدعو للشك والحيرة خاصة أن هذه الدول التى وقفت ضد مصر والسودان لها مصالح معنا وتاريخ طويل من العلاقات التاريخية ويمكن أن تضاف انجلترا لهذه الدول .. إن موقف هذه الدول فى أزمة السد الإثيوبى يتطلب أن نعيد الحسابات معها على كل المستويات وأن ندرس خريطة علاقاتنا الخارجية لأن الشارع المصرى مستاء جدا من مواقف هذه الدول ضد مصر والسودان والمطلوب مراجعة شاملة فى كل مجالات التعاون.. إن مصر والسودان دول كبيرة ويجب ان تعامل فى حدود إمكاناتها ومصالحها أما أن نكون لعبة فى أيدى الكبار فان مصر لن تقبل ذلك قيادة وشعبا.. مطلوب رسائل حادة لهذه الدول.. إن الأزمات الكبرى التى تواجهها الشعوب هى التى تضع ثوابت وأصول العلاقات الدولية وحين تتخلى الشعوب عن بعضها أو تتبادل الصفقات فى أوقات المحن والأزمات فلابد أن تتحدد المواقف ويظهر الصديق من العدو ويبدو أن العالم اليوم أصبح بلا أصدقاء.
[email protected]لمزيد من مقالات فاروق جويدة رابط دائم: