رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

كل يوم
السعودية وإيران.. إلى أين؟

لا أظن أن إشارات الغزل المتبادلة بين الرياض وطهران التي برزت علي سطح المشهد الإقليمي في الفترة الأخيرة يمكن أن تتم من دون تشجيع أمريكي للسعودية علي بدء السير في هذا الاتجاه مثلما لا أظن أن إيران يمكن أن تمضي في هذا الاتجاه دون مباركة أو علي الأقل عدم وجود ممانعة من جانب روسيا والصين باعتبارهما أهم حليفين لإيران خلال سنوات الحظر والمقاطعة الأمريكية لطهران.

وهنا لابد أن نلاحظ مدي ارتباط توقيت البدء في الذهاب إلي الغزل والتقارب بين الرياض وطهران مع تزايد التبرير في عديد من الأزمات الإقليمية وفي مقدمتها الأزمة اليمنية والأزمة السورية.. وأظن أن التقارب العراقي السعودي وكذلك الدور المتوازن لسلطنة عمان ليس بعيدا عما أتحدث عنه ولا يمكن فصله عما يجري في ترتيبات لعبة الأمم بين الكبار والتي بدأت تتغير ملامحها مع مجيء جو بايدن إلي البيت الأبيض خلفا للرونالد ترامب.

وفي اعتقادي أنه لو قدر لهذا التوجه الإيجابي نحو التهدئة والتقارب بين الرياض وطهران فإن ذلك يمكن أن يعطي إشارات إيجابية للمنطقة كلها وليس لمنطقة الخليج وحدها كما أنه يمثل انتصارا للسياسة المصرية التي ترفع راية السلام الإقليمي باعتباره الأمل الوحيد نحو الغد المرتقب في هذه المنطقة التي تبددت معظم طاقتها الاقتصادية والبشرية في حروب وصراعات مهلكة أثرت بالسلب علي مسارات التنمية والرخاء التي تحلم بها شعوب المنطقة.

وهنا ينبغي القول صراحة: إن الترحيب بما يجري بين الرياض وطهران لابد أن يرتبط بالتزامات صريحة تجسد وجود إرادة سياسية جادة لدي إيران بانتهاج سياسة إقليمية جديدة أهمها الكف تماما عن دس الأنف في الشئون الداخلية للآخرين وإبداء إشارات إيجابية نحو الرغبة في التعاون المتكافئ مع سائر دول المنطقة سعيا لبناء رخاء مشترك علي ضفتي الخليج وعلي امتداد خريطة الأمة العربية.

أتحدث بروح الأمل والرجاء دون أن أخفي دواعي الحذر والترقب بشأن ما هو قادم ومحتمل من متغيرات في المشهد الإقليمي والمشهد العالمي مدركا أن الاتصالات لم تعد خلف الكواليس وأن ما عرف وجري إعلانه في الأسابيع الأخيرة لم يبق في الأمر سرًا أو خفاء.

ولست في حاجة إلي القول بأن ما يجري في منطقة الخليج أمر يهمنا للغاية باعتباره ضمن مكونات الأمن القومي لمصر فهو قريب منا جغرافيا وتاريخيا!

خير الكلام:

<< عامل الناس كما تعامل النار خذ منفعتها واحذر أن تحترق!

[email protected]
لمزيد من مقالات مرسى عطا الله

رابط دائم: