رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

كل يوم
أسئلة الثورة والانقلاب!

ما بين خروج الملايين فى 30 يونيو والمشهد التاريخى لاصطفاف طيف واسع من القوى الوطنية فوق منصة 3 يوليو عام 2013 حدث عظيم لا يمكن تسميته علميا وسياسيا إلا بأنه ثورة حقيقية أعادت الاتزان لبوصلة الوطن فى الاتجاه الصحيح لمسار التاريخ.

وبوجه عام فإننى لست معنيا بما ثار من جدل عقيم فى توصيف ما جرى وهل هو انقلاب أم ثورة لأن مثل هذه المناقشات البيزنطية لا تعدو كونها نوعا من الثرثرة السياسية التى تضر بأكثر مما تفيد ثم إن القياس الصحيح على ضوء ما شهدناه من وقائع على الأرض على مدى السنوات الثمانى الأخيرة يؤكد لكل ذى عينين ولكل من يملك قدرا من البصيرة السياسية أننا نعيش حالة ثورية فى إطار دولة منضبطة لديها القدرة على وضع الخط الفاصل بين استحقاقات الحرية وبين محظورات الفوضى!

وأظن أن ألف باء فى مدونة تعريف الثورات يتمثل فى مدى قدرة أى ثورة على رؤية فرص التغيير الشامل فى المجتمع، والتى يتحتم الذهاب إليها مهما يكن الثمن لصالح الوطن والمواطن على حد سواء.

وقياسا على هذا التعريف الدقيق فإن ما شهدته مصر على مدى الـ 8 سنوات الأخيرة قد أعطى بالأدلة العلمية على أرض الواقع إشارات دالة على مدى القدرة العملية التى امتلكتها الدولة المصرية من أجل تحقيق التغيير المنشود الذى خرجت من أجله الملايين فى 30 يونيو واصطفت بسببه القوى السياسية فوق منصة 3 يوليو.

لقد شهدت مصر أضخم ورشة عمل وطنى تحت راية الرغبة والتصميم على الانتقال بالواقع المجتمعى من التخلف المتراكم عبر مئات السنين إلى التقدم اللائق والمنشود بما يضع مصر وشعبها على قدم المساواة مع الدول الناهضة بخطوات متدرجة تتعزز بالطموح المشروع وتقوى وتشتد جذورها من الوعى بمخاطر ضياع الفرصة المتاحة.

وعلينا أن ندقق جيدا فى هوية ودوافع الذين أعلنوا عداءهم السافر لثورة 30 يونيو، فجميعهم – وإن اختلفت الهويات – أدركوا أن هذه الثورة تمثل أخطر تهديد يواجه الفكر المغلوط ويهدد الأوهام التى دارت فى مخيلة البعض – إقليميا ودوليا - على بلوغ ما انتووه من صناعة عواصف الفوضى فى 25 يناير عام 2011 لتحجيم دور مصر وصنع بدائل إقليمية لها... ولكن الله سلم!

وأتمنى أن تكون السطور السالفة بمثابة رد على ما تلقيته من تساؤلات واستفسارات فى مناسبة الذكرى الثامنة لثورة 30 يونيو.. وعذرا لأننى تأخرت فى الرد بسبب الانشغال الواجب فى ملاحقة تطورات أزمة السد الإثيوبى!

خير الكلام:

<< الثورة ليست بتفاحة تسقط عندما تنضج وإنما عليك أن تجبرها على السقوط!

[email protected]
لمزيد من مقالات مرسى عطا الله

رابط دائم: