اختار الصديق الكاتب الصحفى علاء ثابت قضية من القضايا الشائكة التى اصبحت مصدرا للقلق والإزعاج فى العالم كله وهى قضية الشائعات بين تزييف الاخبار وغزو العقول .. يؤكد علاء ثابت فى مقدمة الكتاب «منذ ظهورها فى صورتها الأولى .. منذ فجر التاريخ والشائعات تصنف باعتبارها واحدة من اخطر الظواهر الاجتماعية والإنسانية التى عرفتها البشرية على امتداد تاريخها القديم والحديث والمعاصر .. وتحفل العديد من المراجع التاريخية بالعديد من الوقائع التى ترصد تأثير الشائعات فى حياة ومصائر الأمم المختلفة، فبسببها قًتل سقراط ، وعن طريقها غزا جينكيز خان ربوع المعمورة»
وقد تناول الكتاب الصادر عن مركز الأهرام للترجمة والنشر القضية من جوانبها التاريخية وحتى ظهور وسائل الإعلام وكيف أصبحت الشائعات عاملا مهما فى سياسات الدول مقاومة وتأثيراً .. ويقدم الكتاب عرضا تاريخيا لبداية هذه الظاهرة ابتداء من ظهور الأديان السماوية حتى نالت الأنبياء عليهم السلام.. ويصل الكتاب إلى هذه الجريمة فى العصر الحديث فى المواجهات والمعارك السياسية.. وقد ظهرت بوضوح فى معركة جماعة «الإخوان» ضد مصر وجيشها وشعبها بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى بما فى ذلك التشكيك فى سلسلة المشروعات التى أقامتها الدولة فى بناء مصر الحديثة.. ويتناول الكتاب بعد ذلك حرب الشائعات ووسائل الإعلام الحديثة بما فيها سلاح المعلومات والتكنولوجيا والبرمجيات والمواقع الالكترونية الحديثة..وهذه الحرب الحديثة تستخدم فيها الاخبار والحقائق لمواجهة اخطر الأمراض التى تهدد العقل البشرى.. من اهم القضايا التى يتناولها الكتاب دور أجهزة وزارة الداخلية فى مصر فى مواجهة انتشار هذه الظاهرة الخطيرة التى تهدد أمن الوطن واستقراره.. الكتاب إضافة حقيقية تفتح الحوار حول قضية خطيرة وشائكة أصبحت الآن تمثل أهمية خاصة فى قضايا الأمن والإعلام والسياسة وقد تشغل عقول الناس زمنا طويلا.. إن أهمية الكتاب تأتى من انه يعالج ظاهرة الشائعات من خلال منظور إعلامى لأنها أصبحت الآن تمثل حربا ضد الإعلام بكل وسائله وإمكاناته الحديثة.. مما يتطلب قيام الإعلام بدوره على كل المستويات سياسيا وثقافيا واجتماعيا لحماية عقول الناس من هذا الخطر الذى قد لا يعرف الناس مصادره وحدود تأثيره..
[email protected]لمزيد من مقالات فاروق جويدة رابط دائم: