رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

كل يوم
شائعات علاء ثابت!

منذ الأبد وإلى الأزل تظل الشائعات هى أخطر فيروس اجتماعى يهدد المجتمعات الإنسانية وإن اختلفت المناهج والأساليب والأهداف المبتغاة من وراء ترويج الشائعات... ورغم التقدم العلمى والتطور السياسى والنهوض الاقتصادى الذى أنجزه الإنسان فإننا لم نسمع عن اكتشاف لقاح يقضى على هذا الفيروس اللعين الذى لديه قدرة هائلة على التمحور والإبقاء على أعراض الحرب النفسية عند درجة من القوة حتى فى تلك الدول المتقدمة التى طورت لقاحات الوعى ووفرتها بدرجة كافية لكنها أيضا لم تسلم تماما!

وقد أسعدنى أن يصلنى كتاب حديث تحت عنوان «الشائعات بين تزييف الأخبار وغزو العقول» لزميلى وصديقى الأستاذ علاء ثابت الذى أعتبره أوفى الأبناء وأنجب التلاميذ فى مشوارى المهني.. وليست هناك قيمة لأى كتاب ما لم يكن يحمل قضية وأظن أن قضية الشائعات فرضت نفسها علينا منذ هبوب عواصف ورياح الفوضى التى ضربت بلادنا وسائر دول المنطقة طوال السنوات العشر الأخيرة.

وحسنا ما استهل به علاء ثابت كتابه بالإشارة إلى البيئة الاجتماعية والظرف المكانى الذى ألهمه فكرة الاهتمام بهذه القضية فهو من أبناء مدينة الأقصر التى تتربع على عرش آثار العالم وقد عاش طفولة ذات خصوصية متجولا بين طرقات المعابد ومقابر الفراعنة حيث تسللت إلى آذانه حكايات وقصص تختلط فيها الأساطير مع أدخنة الخيال المستندة إلى شواهد مرئية من الآثار وإلى معتقدات وثقافات متوارثة عبر الأجيال، وتلك فى حد ذاتها تشكل إطارا للوحة عجيبة مليئة برسوم الإثارة والتشويق التى لا تخلو من رتوش إضافية للشائعات محببة إلى النفوس بدءا من إيزيس وأوزوريس وقصص حورس الأسطورية ووصولا إلى الكرامات المنسوبة لأولياء الله الصالحين والأضرحة التى يسكنون فيها.

ومن أرضية هذا الإدراك والوعى المبكر تولد اهتمام المؤلف بدراسة اجتماعية بديعة لآفة الشائعات التى تعانيها البشرية بوجه عام وليس فقط مجتمعنا الذى نما وترعرع فى رحاب الأساطير الفرعونية والملاحم الشعبية وكيف أن أشرار العالم نجحوا فى توظيف هذا الانجذاب الإنسانى نحو الشائعات ليكن، تكون الشائعة أهم أسلحة الحرب النفسية جيلا بعد جيل والتى أرى أنها تختصر عناوين كل الحروب فى عبارة صغيرة هى «الصراع الحتمى بين مطامع الأقوياء وغيبوبة الضعفاء».. ورغم ما يمتلكه الأقوياء من أسلحة فتاكة فإن سلاحهم الأهم هو سلاح الشائعات من أجل نشر اليأس وهز الثقة فى النفوس.

خير الكلام:

<< يا صانع الأخبار كن حذرا من كل سهم يطمس البصر!

[email protected]
لمزيد من مقالات مرسى عطا الله

رابط دائم: