ونحن فى رحاب الذكرى الثامنة لثورة الشعب المصرى فى 30 يونيو عام 2013 والتى استجابت لها المؤسسة العسكرية بالاصطفاف التاريخى مع طيف واسع من القوى الوطنية على منصة 3 يوليو عام 2013 لابد لنا أن نعيد قراءة ما حدث قبل 8 سنوات ومداه وأثاره على أرض الواقع حتى اليوم!
بداية بمقدورى أن أقول – ولست وحدى وإنما يشاركنى عشرات الملايين – فى أن ما حدث قبل 8 سنوات كان لابد أن يحدث مهما يكن الثمن ولم يكن غير الخروج الكبير للمصريين بعشرات الملايين ما يمكن أن يقنع المؤسسة العسكرية للمشاركة مع القوى الوطنية التى رفعت رايات التمرد للقيام بمثل هذه المحاولة الجريئة من أجل إنقاذ مصر من الضياع، وبدء المسيرة الشاقة لتغيير الأوضاع.
إن ما حدث على أرض مصر – وفى مقدرتنا أن نرى ذلك الآن بوضوح – يشهد لشعب مصر سرعة إدراكه للمخاطر التى أحاطت بالوطن وأيضا حسن إدراكه إلى أنه ليس لهذه البلاد من منقذ عندما تشتد الأزمات سوى القوات المسلحة المصرية التى لم تخذل شعبها يوما إذا دعا الداعى فهكذا عرف المصريون مسئوليتهم فى إطلاق نداء التغيير، وكذلك عرفت المؤسسة العسكرية مكانها ودورها التاريخى فى خدمة الإرادة الشعبية إذا صدر لها نداء الاستدعاء!
لم يكن ما جرى قبل 8 سنوات انقلابا عسكريا حسبما روجت لذلك القوى المعادية لمصر – فى الداخل والخارج – وإنما وكما أثبتت الأيام والحوادث أن ما جرى كان ثورة شعبية حقيقية وأصيلة قامت المؤسسة العسكرية بدعمها وتعزيزها وفتح طريق الأمان أمامها.. لا أكثر ولا أقل!
فى مثل هذه الأيام قبل 8 سنوات مضت تجدد اليقين فى نفوس كل المصريين بأن القوات المسلحة كانت وما زالت وستظل هى درع الأحلام المشروعة للشعب المصرى ومصدر الحماية والأمن والطمأنينة لكل المصريين فى أى وقت وفى كل مكان لأن هذه القوات المسلحة هى الابن البار لهذا الشعب تخدم مصالحه وتجعل من قوتها أداة طيعة لإرادته!
لقد كنا قبل 8 سنوات أشبه بمن حل على بلادهم ظلام دامس وبدأ الناس يتحسسون طريقهم فى الظلام بحثا عن منقذ يعيد إضاءة المصابيح ويتصدى لحمل المسئولية بكل أدوات الحساب الدقيق التى تجعله يرى الموقف على حقيقته.. فقد كانت مصر لحظتها بحاجة إلى رجل وطنى جرىء وليس إلى مناور سياسي... وبقية القصة معروفة ولا تحتاج إلى أى إضافة أخرى منى أو من غيرى لتسمية هذا المقاتل الجريء الذى وهبه الله لمصر فى التوقيت الصحيح!
وستظل هذه الأيام المجيدة محفورة فى ذاكرة المصريين كعنوان بارز لما أنجزته المؤسسة العسكرية مع جموع شعبها عندما وضعت نفسها فى المكان الصحيح سلاحا للإرادة الشعبية وقوة حماية للتاريخ وللهوية وتأكيد القدرة على تحمل المسئولية!
خير الكلام:
<< لم يسبق أن ذكر التاريخ قائدا عظيما لم يكن جريئا!
[email protected]لمزيد من مقالات مرسى عطا الله رابط دائم: