كلمات حرة
كامل الوزير والخبرة الأجنبية

لم أخف أبدا إعجابى وتفاؤلى عن بعد بشخصية وأداء وزير النقل والمواصلات الفريق مهندس كامل الوزير، فأنا لم أشرف بالتعرف عليه مباشرة، ولكنى أتابع عن كثب، نشاطه وتصريحاته .ولا شك أن المهمة التى يضطلع بها صعبة وثقيلة، النقل والمواصلات! أى النقل البرى والبحرى بكافة عناصره، وفى مقدمتها بالطبع سكك حديد مصر، وقد فجعنا جميعا بتكاثر حوادث القطارات فى مصر فى الأعوام القليلة الماضية على نحو مثير للقلق، وهو أمر يجد تفسيره ببساطة فى أن ذلك المرفق القديم العجوز لم ينل العناية الواجبة به على مدى عقود طويلة. ولقد بذل كامل الوزير جهدا كبيرا لتجديد البنية الأساسية لسكك حديد مصر، من قاطرات وعربات للركاب ومحطات ومزلقانات وكبارى ...إلخ ، غير أنه كان صريحا للغاية وقال مؤخرا أنه لم يجد تعاونا كافيا من قيادات وموظفى السكك الحديدية، و أنه فى حال استمرار هذا التكاسل والتخاذل سيقوم بالاستعانة بالشركات الأجنبية المتعاونة مع وزارة النقل، لإدارة وتشغيل هذا المرفق الهام. إن كامل الوزير بهذا التصريح الموجز فتح فى تصورى المجال لفكرة الإستعانة بكوادر وخبرات أجنبية ليس فى السكك الحديدية فقط ، وإنما فى كافة المجالات الصحية والإجتماعية و الاقتصادية ...إلخ. ولا أقصد هنا الاستعانة بمؤسسات أو شركات، وإنما أقصد تحديدا استقدام كوادر عالية الكفاءة تتولى العمل فى مجالات الرعاية الصحية والتعليم والاسكان ....إلخ .إن الإدارة الأولى لسكك حديد مصر كانت بريطانية ، وكانت شديدة الكفاءة. وكذلك مثلا الإدارة الأولى الفرنسية للمتحف المصرى بالتحرير...إلخ. ولا أرى مانعا إطلاقا، بل أرى ضرورة لاستقدام بعض العناصر الأجنبية لتدير، مستشفى هام، أو مدرسة مميزة...أو مصنع جديد، ليس كخبير أجنبى كما اعتدنا ، وإنما موظفون أفرادا على أعلى مستوى من الكفاءة، بشرط أن يكون لكل منهم مساعد مصرى شديد الكفاءة والجدية، وقادر على التعلم واستيعاب قواعد وأخلاقيات العمل التى يعمل بها الموظف الأجنبى!.