رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

كل يوم
المعجزة فى الملعب الليبى!

هذه الروح الإيجابية التى سادت اجتماعات مؤتمر «برلين 2» بشأن الأزمة الليبية شىء عظيم ومبشر لأنها تعكس اهتمام المجتمع الدولى بالعمل على عودة الأمن والاستقرار إلى ليبيا عن طريق تنظيف الأرض الليبية من المرتزقة الأجانب، وإجراء الانتخابات فى موعدها قبل نهاية العام الحالى.. ولكن هذه الروح لا تكفى لصنع الحل المنشود وإنما يتطلب الأمر نشوء إرادة سياسية جادة لدى مختلف الفرقاء الليبيين لاستثمار هذه الروح وإثبات قدرتهم على إدارة شئونهم بأنفسهم بعد أن أصبحت الكرة فى الملعب الليبى.

إن مؤتمر «برلين 2» - الذى شاركت فيه مصر بإيجابية قبل أيام مع وزراء خارجية 16 دولة - قد يظل مجرد حبر على ورق مثل مؤتمر «برلين 1» الذى انعقد قبل 18 شهرا واتخذ قرارات مماثلة، ومع ذلك بقى الحال على ما هو عليه لأن الخلاف بين الأطراف الليبية مازال مستحكما بشكل غير مبرر إلى الحد الذى يدفع البعض إلى القول بأن ليبيا تحتاج إلى معجزة لفك لغز لعنة الخلافات التى تطاردها، كما لو أن هذا التمزق والصراع قد بات قدرا مكتوبا عليها.

وأظن أن المجتمع الدولى يدرك تماما أهمية الدور الذى تلعبه مصر لتضييق هوة الخلافات بين الفرقاء الليبيين، وهو ما مكن مؤتمر «برلين 2» من الانعقاد وفتح نوافذ الأمل من جديد ولكن يبقى تحمل المجتمع الدولى لمسئولياته فى تطهير الأرض الليبية من المرتزقة الأجانب، لأن استمرار وجودهم يمثل أحد أخطر العوامل على تعطيل الوحدة بين الليبيين أنفسهم.

إن المعجزة المطلوبة للإسراع بانتشال ليبيا من تلك الأوضاع المأساوية تعنى الحاجة إلى جهد جماعى «دوليا وعربيا» لوضع الليبيين أمام مسئولياتهم بعد أن أصبحت الكرة فى ملعبهم.. وظنى أن الروح الإيجابية التى سادت اجتماعات مؤتمر «برلين 2» يمكن أن تتحول إلى معجزة يهون فى سبيلها كل جهد يبذل من أجل إنقاذ ليبيا قبل أن تتمكن رياح الفتنة مرة أخرى من العصف بشموع الأمل التى لاحت مجددا.

ولعل أكثر ما يلفت النظر ويثير الاهتمام أن سامح شكرى وزير الخارجية كان حريصا فى المؤتمر على إنعاش ذاكرة المشاركين بما اتخذته مصر من سياسات وإجراءات للمساعدة على إعادة الأمن والاستقرار، مشيرا بالتحديد إلى ما سبق أن أعلنته مصر قبل عام مضى فى أنها قد تتخذ إجراءات فى حالة تجاوز الخط الأحمر «سرت الجفرة» وأن هذا الموقف صنع أثره البالغ – ولا يزال – على مختلف الأطراف للانخراط فى العملية السياسية التى ترعاها الأمم المتحدة.

خير الكلام:

<< عندما لا يكون أمامك خيار سوى النجاح فإن المعجزات تتساقط عليك من السماء!

[email protected]
لمزيد من مقالات مرسى عطا الله

رابط دائم: