رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

كلمة عابرة
إنجاز الكهرباء فى مصر

أحد أوضح ملامح النجاح الكبير لقطاع الكهرباء يتجلَّى الآن فى ثبات خدمتها وفى الاطمئنان إلى وفرة انتاجها، بما يغطى ويفيض عن جميع الاحتياجات الوطنية الحالية والمستجدة فى المدى المنظور، بل بما يزيد ويجعل مصر دولة مُصدِّرة للكهرباء لأول مرة فى التاريخ، مع مشروعات تتنامى وتتجاوز تلبية طلبات دول الجوار إلى أن تدخل فى خطط عملية أبعد تمد أوروبا وإفريقيا بالطاقة الكهربائية، وفق آفاق عملاقة لم تعرفها مصر من قبل. ومما يجعل لهذا الإنجاز تقديراً خاصاً أن تقارِنه مباشرة بأحوال الفشل والمعاناة الصعبة قبل سنوات قليلة، فى أثناء محنة حُكم الإخوان، عندما لم ينجُ منزل أو جهة عمل أو مستشفى أو أى مرفق من الانقطاع اليومى للكهرباء عدة مرات فيما كان يُسمَّى آنذاك بتخفيف الأحمال، وأما الأسوأ فكان فى المكابرة فى الاعتراف بالفشل، بل القول بكلام ساذج يُلقِى كل المسئولية على بعض البلطجية والزعم أنهم يتعمدون الإساءة إلى تجربة الإخوان! وهكذا، وبسبب تبديد الإخوان لإمكان التعامل العلمى مع المشكلة، التى لم يكونوا مسئولين عن وجودها، وإنما كان عليهم حلها، ضاعت فرصة المواجهة الصحيحة للأسباب والأعراض. أضِف أيضاً أن الإخوان بطريقتهم أعفوا ضمناً مسئولية عهد مبارك من التسبب فى المشكلة ومن عدم الجدية فى التعامل معها! وهذا بعض أسباب تفاقم المشكلة، ولم يعد الأمل ممكناً إلا بفكر ومنهج جديدين، وهو ما حدث فى السنوات القليلة الماضية.

فقد انعقدت الهمة، مباشرة بعد التخلص من حُكم الإخوان، على استخدام كل الممكنات لبناء محطات توليد الكهرباء من كل المصادر المتاحة، من الغاز المستخرج تواً من حقل ظهر، ومن الشمس والرياح، ثم مد شبكات نقل الكهرباء، ثم خطوط توزيعها إلى المنازل والمصانع والمزارع والمرافق العامة، ومع زيادة إنتاج الكهرباء، توافرت أهم ممكنات للنهضة الاقتصادية والاجتماعية. وأما أهم النتائج العظيمة للنجاح الذى تحقق فى زمن قياسى وبأعلى كفاءة، فهى زرع الثقة فى النفس بقدرة الكوادر البشرية الوطنية، وصار من الممكن عملياً حصار عقدة الخواجة، وتولد طموح لم يكن واردا قط.

[email protected]
لمزيد من مقالات أحمد عبدالتواب

رابط دائم: