رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

مع الاعتذار لقناتنا ونضالنا ودماء شهدائنا

الجهل بتاريخ الوطن مأساة ... فماذا اذا حدث من نائب يمثل الشعب وماذا نسمى المطالبة بإعادة وضع تمثال لمن قتل بالجوع والعطش والتعذيب والسخرة، أكثر من 120 ألفا من المصريين الفقراء والبسطاء، وساعد على احتلالها وسرقة دخل قناتها لأكثر من مائة عام؟!!

لقد قالت القيادة السياسية الوطنية كلمتها الأخيرة والقاطعة التى تنتمى للدفاع عن كرامة تاريخنا الوطنى ودماء شهدائنا واستجابت لنداءات وطنية ولكل ما عرض من وثائق تاريخية وقانونية وضعت أمام قضاء حر انتصر لها أيضا فى الفصل بين الحقائق والأوهام والجهل والمعرفة بالتاريخ وأيدت عدم عودة تمثال ديلسبس إلى القاعدة التى أنزله من فوقها الفدائيون وابطال المقاومة الشعبية بعد انتصارهم فى عدوان 1956 الذى عاد فيه الانجليز يريدون إعادة احتلال مصر بعد ان توج الرئيس جمال عبدالناصر كفاح المصريين من أجل الاستقلال باتفاقية الجلاء .. وعاد الفرنسيون ليعيدوا صناعة الدولة التى كونوها داخل الدولة بتكوين شركة لإدارة قناة السويس ومواصلة الاستيلاء على دخلها الذى امتد لنحو مائة عام وليواصلوا تضليل الوعى والضمير العالمى بأنهم أصحاب فكرة حفرها وأنهم هم الذين دفعوا تكاليف شقها والذى دفعت خزانة المصريين النصيب الأكبر منه والتى أراد بها ديلسبس أن تخدم مصالح بلاده وأطماعها فى صراعها الاستعمارى مع بريطانيا على مستعمراتها فى الشرق وللسيطرة على طريق مائى يصلهم بها والذى استغله الانجليز لاحتلال مصر بعد خديعة ديلسبس لعرابى وخيانته لمصر وخداعه من قبل للخديو سعيد واستغلال علاقة قديمة به ليوقع عقود إذعان تملك القناة والأرض وآلاف العمال والفلاحين للشركة وتبيع لهم مياه الترعة الحلوة التى تقرر حفرها.

بعض الصفحات الموجعة لتاريخ الاستعمار الأسود فى بلادنا خاصة فى مدن القناة والتى يمثل ديلسبس رمزا من أسوأ رموز من أرادوها  مشروعا استعماريا يخدم بلادهم وشاءت الإرادة الإلهية الرحيمة أن تجعله خيرا على المصريين ...  ومازالوا يعتبرون إعادة التمثال إلى مدخل القناة فى بورسعيد التكريس الأعظم لبقاء الفكرة والمشروع والنتائج تفضلا منهم على المصريين.

الوعى بهذا التاريخ ووطنية القيادة وقفت وراء قرار نقل التمثال إلى الإسماعيلية ووضعه فى متحف خاص بقناة السويس مؤكده على ما آمن به رافضو إعادة التمثال إلى مدخل القناة ... إننا لا نغير التاريخ ولكن نرفض صناعة تاريخ مضلل ومزيف فمع التمثال فى متحف قناة السويس ستوضع وثيقة تاريخيه بدوره وبما ارتكبه من جرائم فى حق مصر والمصريين ـ أرجو الا ننسى إثبات ان ديلسبس مات فى بلاده محكوما عليه وعلى ابنه بالسجن فى قضية فساد بقناة بنما!.

ماذا نقول وبأى كلمات نصف دعوة نائب من نواب المدينة الباسلة بالمطالبة بإعادة التمثال المهين والرمز الأسوأ للتاريخ الاستعمارى إلى مدخل قناتنا وبماذا نصف ما وصل إليه سيادة النائب من اعتبار إعادة التمثال يعيد وضع المدينة على الخريطة السياحية ـ لقد عشت فى بورسعيد عشرات السنين ولم ار زائرا أجنبيا أو من العابرين على ظهر السفن يزور التمثال الذى لم تقدم المعلومات الوافية عن تاريخه الأسود لرئيس الوزراء المحترم والتى إذا قدمت له ما وافق على إدراج التمثال  فى الآثار الإسلامية والقبطية ـ أما قرار وضع التمثال فى متحف قناة السويس بالإسماعيلية فأثق انه تصحيح جاء بعد انجلاء الحقائق ومن يريد أن يعرف أعمق وأوثق من هذا التاريخ المجيد للمصريين فى نضالهم الوطنى وفى حفر قناتهم وفى مقاومة احتلالها ولمحاولة إلصاق وصمة هذا التاريخ بها فأدعوه ان يقرأ كتابا من أمتع وأعظم ما قرأت عن قناة السويس ـ الماضى والحاضر والمستقبل ] 1869 ـ 2019 [ والصادر بالقاهرة 2020 والذى تضم صفحاته الخمسمائة دراسات لمجموعة من الأساتذة والباحثين الأجلاء والذى قام بتحريره المؤرخ وأستاذ التاريخ الحديث المعاصر بجامعة عين شمس .د. خلف عبدالعظيم الميرى ووقف وراء الجهد العلمى والتاريخى الجبار لإصدار أحدث موسوعة عن قناة السويس الهيئة العامة للاستعلامات والجمعية المصرية للدراسات التاريخية والصالون البحرى المصرى وما بين 27 عنوانا لما تضمه الموسوعة من دراسات توثق جزءا عزيزا من تاريخ مصر من خلال تاريخ قناة السويس والصراع الاستعمارى من خلالها للسيطرة على مصر ومحاولات التصدى للحركات الوطنية حتى لا يجترئ المصريون على المطالبة بقناتهم وتكوين الشركة الفرنسية التى تواصل الأدوار الاستعمارية تحت ستار وخداع أصدقاء قناة السويس وما قدمته مصر وأبناء مدن القناة ومدينة بورسعيد لتظل قناتهم لهم وما تم وما زال من عمليات تطوير وتحديث وإضافات لتوسيعها ومضاعفة دورها فى خدمة وتيسير حركة الملاحة العالمية وتفوقها على محاولات متعددة لمنافستها والانتقاص من قيمتها ويبرز من كل هذه الوثائق والحقائق التاريخية الدور التآمرى والاستعمارى ويبدد بعض ما تبقى من جهل بتاريخ القناة كما ظهر فيما يطالب به للأسف النائب البورسعيدى الذى كنت أتمنى ان يلتفت إلى ما يعانيه أبناء مدينته من مشاكل وعلى سبيل المثال فشل أكثر من سبعة آلاف من أعضاء إحدى الجمعيات التعاونية للإسكان فى الحصول على وثائق تملكهم لوحدات سكنية استوفوا منذ أكثر من عشرين عاما جميع المطلوب منهم لتملكها ـ وكانت من بين هموم كثيرة وآلام للمواطنين خاصة من يمثلون الأعمدة الحقيقية لقوة وحماية بلدهم وتنتظر وقفات جادة وعاجلة من النواب الذين يمثلونهم وأقربها ما كتبته خلال الأسابيع الماضية عما لا يصدقه عقل ولا ضمير مما وصلت اليه أحوال المعلمين ودخولهم المتواضعة والذى كشف عنه معاشاتهم النقابية شديدة التواضع 340 جنيها كل ثلاثة شهور إلى جانب تأخيرها  وتداخلها وإسقاط دفعات منها بالإضافة إلى أرقام دخول ومرتبات لا تصدق بعد عشرات السنين ـ تحدث هذه الأوضاع المؤسفة فى غيبة تمثيل نقابى قادم من خلال انتخابات وجمعية عمومية تسعى لرد اعتباراتهم واستحقاقاتهم الأدبية والإنسانية والمادية وتعيد الحياة والكرامة وترد الاعتبار  للمدرسة والتعليم والمعلم .

> واعتذر وسط الهموم والتحديات التى تشهدها بلادنا ومخططات الكارهين والحاقدين والإرهاب الخفى والمعلن من عملائه وأذنابه داخليا وخارجيا ومقاومة ارث عشرات السنين من الفساد والإفساد وتجريف الثروات الطبيعية والبشرية ان اضطر للكتابة عن محاولة إعادة تمثال مهين لمدخل قناتنا والذى حسمته الإرادة والإدارة الوطنية التى لا تقبل بإهانة تاريخ نضالنا ودماء شهدائنا.


لمزيد من مقالات سكينة فؤاد

رابط دائم: