أخشي أن أقول علي ضوء ردود الفعل السلبية التي صدرت عن أديس أبابا ردا علي بيان وزراء الخارجية العرب عقب الاجتماع الطاريء في الدوحة قبل أيام أنه لم يعد في طاقتنا فرصة أخري نمنحها لإثيوبيا لكي تراجع نفسها.
لقد طال وقت المراهنة علي تجاوب إثيوبيا مع رغبتنا الصادقة في بذل كل جهد مستطاع لتجنب الصدام ولم يعد مفر الآن من اتخاذ كل السبل الكفيلة بحماية حقوقنا المشروعة في مياه النيل استنادا إلي القوانين المنظمة لحركة وتصرف مياه الأنهار الدولية وما سبق إقراره من اتفاقيات وقعت عليها إثيوبيا ونصت علي عدم إقامة أية منشآت إلا بموافقة دولتي المصب مصر والسودان وفق ما هو متعارف عليه دوليا!
والحقيقة أن الذي تبديه إثيوبيا من إصرار علي المناورة ومحاولة كسب مزيدا من الوقت تحت ستار الادعاء بحرصها علي التفاوض تحت رعاية الاتحاد الإفريقي هو تسلسل طبيعي لما كان قبل ذلك علي مدي 10 سنوات من التفاوض غير المجدي!
وفي اعتقادي أنه قد حان الوقت لنشر وثائق ومداولات كل جلسات المفاوضات علي مدار السنوات الماضية لأن هذه الوثائق كفيلة بكشف وتعرية الموقف الإثيوبي المراوغ... وهذه الوثائق والوقائع والمداولات المسجلة في محاضر رسمية مما لا يمكن الطعن فيه!
وما من شك في أن نشر هذه الوثائق مع اقتراب موعد مناقشة مجلس الأمن لأزمة السد الإثيوبي بناء علي طلب وزراء الخارجية العرب سوف يساعد المجتمع الدولي علي معرفة كل شيء وساعتها سوف يصبح المجتمع الدولي قادرا علي الرؤية الواضحة وبالتالي قادرا علي التعامل مع الأزمة بروح المسئولية الواجبة في حماية وحفظ الأمن والاستقرار العالمي.
إن كشف المستور ونشر الوثائق لتبيان الحقيقة أمام الرأي العام العالمي هو أقوي سلاح يمكن استخدامه في المرحلة الراهنة للضغط علي إثيوبيا ودفعها إلي مراجعة نفسها وإدراك المخاطر التي يمكن أن تترتب علي استمرار عنادها الذي سيتحطم علي سخرة الحقيقة مهما كانت محاولاتها بالادعاء ومهما كانت مناوراتها أو حساباتها اعتمادا علي القوي التي تلعب من وراء الستار لتحريكها أو تحريضها علينا!
وأقول في النهاية: إن هذه الأزمة بكل تعقيداتها المتشابكة وأضرارها المتعددة قد عادت علينا بفوائد هائلة أهمها تجديد التأكيد علي أن عمق الإيمان بالأهداف العظيمة يزيد من صلابة المصريين وإصرارهم علي نيل حقوقهم المشروعة استنادا للرصيد الهائل من مخزون الثقة بالنفس علي طول التاريخ!
خير الكلام:
<< ليس كافيا أن تمتلك عقلا واعيا ولكن المهم أن تستخدمه جيدا!
[email protected]لمزيد من مقالات مرسى عطا الله رابط دائم: