رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

كل يوم
تحية لصانع القرار!

إحقاقا للحق وإنصافا للواقع وإعطاء لكل ذي حق حقه أري من واجبي أن أقول بكل أمانة وبكل تجرد: إن الرئيس عبد الفتاح السيسي يدير ملف أزمة السد الإثيوبي بأعصاب هادئة وبردود فعل محسوبة بدقة بالغة دون مجاراة لأنصار التهوين أو الخضوع لأنصار التهويل وبالتأكيد فإن صانع القرار المصري يتمثل في ذهنه دروسا كثيرة استخلصتها مصر من سوابق تعاملها مع الأزمات والتحديات الكبري والتي تستوجب تحصين قرارات الحرب والسلام بأقصي درجات الأمان استنادا إلي حسابات دقيقة خارج إطار التأثيرات العاطفية مهما تكن صادقة وعفوية!

وليس من شك في أن صانع القرار المصري انتهج أسلوبا فريدا في إدارة هذا الملف مستهدفا من وراء ذلك ترسيخ عوامل الثقة بالنفس استنادا إلي صحة وسلامة الحجج والأسانيد القانونية التي تملكها مصر ولا شك أن جرعة الثقة بالنفس التي اكتسبها المفاوضون المصريون هي التي وفرت لهم أكبر قدر من المرونة في مختلف مراحل التفاوض مما أغلق الباب تماما أمام محاولات إثيوبيا لاستدراج المسار التفاوضي نحو المساومات والمقايضات التي تمثل في طياتها شبهة الرغبة في المساس بالحقوق القانونية والتاريخية لمصر في مياه النيل!

ولعل الذين هيئ لهم أن تعقيدات أزمة السد الإثيوبي توفر لهم فرصة العودة لنهج المزايدة علي الدولة المصرية.. عليهم أن يدركوا أن القرارات المصيرية لا تحتمل أي نوع من التزيد أو الترخص فكلاهما غير جائز وغير لائق لأن الأزمات الكبري تستوجب الاصطفاف تحت راية الدولة دعما لصاحب القرار الذي تتوفر أمامه البيانات والمعلومات والحسابات التي تجب الاجتهادات والتقديرات والرؤي حتي لو كانت اجتهادات سليمة وتقديرات صحيحة ورؤي صائبة بالمفهوم النظري والأكاديمي.

والذين عاشوا جانبا ولو محدودا من بعض مشاهد صناعة القرار والحسابات العلمية والفلكية الدقيقة من أجل تحديد ساعة الصفر قبل 6 أكتوبر عام 1973 يعرفون جيدا أن صانع القرار يقرأ ويستمع لكن قراره في النهاية مرهون بتقديرات دقيقة لظروف متحركة باستمرار ينبغي عليه عدم إهمالها!

وربما لا أبالغ إذا قلت أن أي قياس دقيق لنبض الرأي العام في هذه اللحظات سوف يؤكد بما لا يدع مجالا لأي شك في أن الشعب المصري بأكمله يضع ثقته الكاملة في صانع القرار وأنه مهما تعددت الاجتهادات والرؤي بشأن الوسائل فإن الاتفاق كامل ومطلق حول الأهداف والغايات وهو ما يمنح صانع القرار مساحة واسعة لحرية الحركة وعمق التفكير لاتخاذ القرار الصائب في الوقت الملائم!

خير الكلام:

<< في لحظة القرار يتشكل المصير!

[email protected]
لمزيد من مقالات مرسى عطا الله

رابط دائم: