رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

كل يوم
النيل سوف يواصل تدفقه!

ليس يخالجنى أدنى شك فى أن نهر النيل سوف يواصل تدفقه نحو مصر كما هو الحال منذ آلاف السنين وأن من توهموا فى أديس أبابا أن بمقدورهم أن يجعلوا من أحجار السد أداة للضغط على مصر سوف يكتشفون أنهم صنعوا بأيديهم أزمة توفر لقوى عديدة – وليس مصر وحدها - أن تمارس الضغط على إثيوبيا التى تعانى من صراعات داخلية أفرزتها سياسات عقيمة أدت إلى شعور المواطن الإثيوبى بأنه بات فى مشكلة مع المجتمع الدولى ككل ومع محيطه الإفريقى بوجه خاص!

نعم.. ليس يخالجنى أدنى شك فى أن التاريخ سوف يواصل مسيرته باستمرار الحفاظ على الوظيفة الإنسانية لنهر النيل كصانع للحياة والنماء والاستقرار بينما سوف تتراجع وتتلاشى تلك الأسطورة الباهتة التى هيأت للبعض فى بلاد الحبشة أن بمقدورهم أن يتحدوا قوة الطبيعة وأن يحولوا أحد أطول أنهار العالم العابرة للحدود إلى بحيرة محلية!

إن سنوات المراوغة والمماطلة والتعنت والتسويف على موائد التفاوض جعلت البعض فى إثيوبيا يصدقون أنفسهم فى إمكان استمرار كسب الوقت وفرض الأمر الواقع لمصلحة الأسطورة التى يوهمون أنفسهم بها ودون أن ينتبهوا إلى أهم دروس التاريخ التى تعلم منها الجميع أنه لا يمكن بناء حلول عادلة ودائمة للأزمات فى ظل الأساطير!

وبصرف النظر عما يقول به الخبراء والمحللون من أن إثيوبيا تعيش حالة تخبط سياسى غير مسبوقة بسبب تداعيات الغضب العالمى من الجرائم الفظيعة التى يشهدها إقليم تيجراى فإن ذلك كان أدعى لكى تتحرك إثيوبيا على خط أزمة السد بنيات حسنة وبإرادة سياسية شفافة ربما تساعد على تخفيف الضغوط المحيطة بها من كل الاتجاهات.

ومن الغريب أن تبرز هذه السياسات الإثيوبية بينما يحكم البلاد رجل حاز على جائزة نوبل للسلام ويعلم تمام العلم أنه فى التعامل مع الأزمات الحادة فى العصر الحديث لم يعد ممكنا إدارتها بعيدا عن علم وفهم وتأييد الرأى العام العالمى فى عصر الفضائيات الذى جعل كل شيء مكشوفا وظاهرا للعيان وبما يحرم المتلاعبين بالألفاظ من إخفاء وستر ما هو قابع فى مطامعهم!

خير الكلام:

<< الذين لا يعتبرون من أخطاء الماضى مكتوب عليهم تكرارها مرة أخرى!

[email protected]
لمزيد من مقالات مرسى عطا الله

رابط دائم: