رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

هوامش حرة
مزادات الفكر

فى الحياة أسواق كثيرة للسلع والأشياء والعقارات والمشروعات وهناك أيضا مزادات للفكر وهذا النوع من المزادات له مدارس كثيرة.. هناك مزادات للسلطة ومزادات للشارع ومزادات للمناصب وكل هذه الأنواع لها أدوار ومصالح وهى تخضع لتراكيب نفسية وعصبية أنها تتطلب مقومات تقوم عليها.. وإذا كانت مزادات الأشياء تقوم على أساليب الفهلوة والتحايل والمضاربات فان مزادات الفكر تجذب أنواعا من البشر لديهم استعداد لان يبيعوا كل شيء ويفرطوا فى أى شيء من أجل مصالحهم.. إنهم يتسلقون كل الحبال ويقفون أمام كل الأبواب ولا يعنيهم هل عاشوا بكرامة أم كانوا أصواتا للدجل والتحايل.. إن أسواق الفكر تجدها فى كل شيء وفى كل مكان وهناك أسواق تعرف أبواقها وتجد روادها يعرضون بضاعتهم ولا يعنيهم ما يبيعون ما داموا يحصلون على الثمن.. وفى حالات كثيرة يمكن أن تظهر أسواق السلع وأصوات الفكر وتجد أبواقا تبيع الفكر والسلع فى وقت واحد.. وهنا تجتمع مزادات الفكر والسلع لتصنع أزمنة من الزيف والدجل والاحتيال.. والغريب أن تجد فكراً يقدم للعقول أسوأ أنواع النفاق وفساد الضمير..وفى حياتنا شاهدنا نماذج كثيرة اجتمع فيها فساد الذمم وفساد الأخلاق وفساد الفكر والضمائر.. وهذه النماذج البشرية المريضة يمكن أن تصل إلى درجة من النفوذ والتأثير لا تقاوم..وما أسهل أن ترى كل هذه الأمراض تنتشر فى وقت واحد وترى الحياة وقد تحولت إلى مزادات تخدم بعضها وتبحث عن مصالحها..وتجد مقاولا فكر فى خدمة مقاول عقار وبينهما تاجر فى السياسة وتكون النتيجة عالم من المزادات وأنت لا تدري.. هل هى دول أم حكومات أم شلل أم مجتمع تآمر على نفسه وشعوبه وكل الأشياء الجميلة فيه..إنه عالم المزادات تباع فيه كل الأشياء حتى الأخلاق والضمائر والذمم..كل إنسان يختار فى حياته فى أى الطرق يمضى وما هى الأدوار التى يصلح لها وهل يصلح للبطولة أم هو مجرد كومبارس..وهل يمكن أن يكون صاحب فكر يضيء أم هو ليس أكثر من مهرج فى سيرك يلعب فيه الأطفال..إن أصعب الأشياء فى الحياة أن نختار، أن تختار موقفا أن تختار وطنا أو دينا أو قضية..

[email protected]
لمزيد من مقالات فاروق جويدة

رابط دائم: