رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

كل يوم
هدنة هشة.. والسبب أمريكا!

فى رأيى أن الهدنة التى تم إقرارها بعد 11 يوما من المواجهة الشاملة بين إسرائيل وفصائل المقاومة الفلسطينية فى غزة تواجه خطر الانهيار فى أى لحظة لأن عوامل التوتر وبواعث الانفجار مازالت قائمة بسبب إصرار إسرائيل على مواصلة نهجها الاستفزازى فى القدس عامة وتجاه حى الشيخ جراح بوجه خاص.

إن تثبيت الهدنة والحفاظ على وقف إطلاق النار يستلزم سرعة الشروع فورا فى بدء دوران عجلة المفاوضات برعاية دولية تضمن الوصول إلى حل الدولتين وتمكين الفلسطينيين من إقامة دولتهم المستقلة على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية بدلا من استمرار إضاعة الوقت فى أحاديث مطاطية تنطق بها واشنطن حول إيجاد تسوية مشرفة ومتسمة بطابع إنسانى لإعادة إعمار قطاع غزة مع تكرار التأكيد على حق إسرائيل فى الدفاع عن نفسها ودون إشارة إلى أحقية الفلسطينيين فى الدفاع عن أنفسهم مما يعطى إشارات سلبية لدى الفلسطينيين .. وفى ذات الوقت يعطى إشارات تحريضية لإسرائيل!

وإذا كان من الإنصاف الإقرار بأن إدارة بايدن قد صححت الكثير من خطايا إدارة ترامب فى حق القضية الفلسطينية بإعادة تأييد واشنطن لفكرة حل الدولتين ورفض إحداث أى تغييرات فى الوضع القائم بمدينة القدس فإن ذلك يظل كلاما فى الهواء وحبرا على ورق ما لم تصحبه خطوات وإجراءات تساعد على تهدئة الأجواء وتدفع الإسرائيليين إلى التوقف عن كل عمليات الاستيطان والتهويد والتهجير القسرى بمثل ما اتخذته أمريكا مؤخرا مع إثيوبيا عقابا لها على ما تقوم به من إجراءات فى إقليم تجراى والتى ليست سوى صورة بالكربون للسلوك الإسرائيلى تجاه الشعب الفلسطيني.

ومن الضرورى أن تدرك واشنطن أن مشاهد العدوان الإسرائيلى الأخير ضد القدس وغزة أثارت قلقا هائلا ليس لدى الفلسطينيين وحدهم وإنما لدى كافة الشعوب العربية التى بدأت تستشعر أن الخطر الإسرائيلى لا ينحصر فيما تم حتى الآن من عدوان على الحقوق الفلسطينية وإنما هو يمتد إلى المستقبل العربى وينذر بأفدح الأخطار كما لو كان عقابا للعرب على حسن ظنهم بأمريكا وبمشاريع السلام التى رحبوا بها ثم اكتشفوا أن أياديهم الممدودة بالسلام معلقة وحدها فى الهواء!

ولعل هذه السطور السالفة تكون بمثابة رسالة من مواطن عربى إلى إدارة بايدن مع بدء وزير الخارجية الأمريكى جولة مكوكية فى دول المنطقة يؤمل منها أن تؤكد صحة الظن بأن فجرا جديدا يمكن أن يشرق على المنطقة بعد عتمة الظلام التى عشناها مع ترامب وانحيازه الفج لإسرائيل!

وأظن أن الرسالة التى تقدم بها 500 عضو من الحزب الديمقراطى الأمريكى إلى الرئيس بايدن لمطالبته بمحاسبة إسرائيل على جرائمها ضد الفلسطينيين تعزز من صحة كل سطر ورد فى هذا المقال!

خير الكلام:

<< فى مستنقع الأكاذيب لا تسبح سوى الأسماك الميتة!

[email protected]
لمزيد من مقالات مرسى عطا الله

رابط دائم: