إحدى الحقائق المهمة التى كشفت عنها انتفاضة غزة الأخيرة، والمواجهة الدامية ضد الجيش الإسرائيلى فى القطاع، هى ما يتعلق بمن يسمون عرب إسرائيل ّ! إنهم الفلسطينيون الذين ظلوا فى بلدهم ، فلسطين، ولم يغادروه، وأرغموا على أن يحملوا الجنسية الإسرائيلية. هؤلاء تتاجر إسرائيل بهم، وتقول إنهم مواطنون يتمتعون بكامل حقوقهم، ويتمتعون بمزايا المعيشة فى دولة متقدمة وديمقراطية. عددهم 1٫8 مليون مواطن، أى 20% من سكان إسرائيل.يعيش معظمهم فى مناطق الجليل، بما فيه مدينة الناصرة، والنقب، والقدس الشرقية. كما يقطن جزء منهم فى مدن مختلطة مثل عكا وحيفا ويافا واللد والرملة . القصف الإسرائيلى الوحشى لغزة، وارتفاع حصيلة الضحايا الفلسطينيين فيها إلى مايزيد عن ثلاثمائة وعشرين قتيلا، منهم عشرات الأطفال ..، حرك فى هؤلاء مشاعرهم العربية، وأشعرهم بالتناقض الحاد بين هويتهم الفلسطينية العربية.. وبين الجنسية الإسرائيلية المفروضة عليهم. هم فى الحقيقة، فى أرض آبائهم وأجدادهم، ولكنهم مواطنون من الدرجة الثانية، صحيح هم لهم حق التصويت، ولهم اليوم اثنا عشر نائبا فى الكنيست، من أصل 120 نائبا ... ولكنهم لايخدمون فى الجيش الإسرائيلى «فيما عدا الدروز!»، ولم يسبق لأى حزب عربى أن شارك فى ائتلاف حكومى. إسرائيل هى الدولة اليهودية التى نادى بها هرتزل منذ 125 عاما، والتى أعطت بريطانيا الضوء الأخضر لإقامتها على أرض فلسطين وطنا قوميا لليهود, وفقا لما وعد به وزير خارجيتها بلفور منذ 104 عاما. وإسرائيل لا يمكن أن تكون دولة مزدوجة القومية. لقد أرغمت أحداث غزة عرب إسرائيل «أو قل فلسطينيى إسرائيل» على أن يتذكروا ويؤكدوا هويتهم العربية، وأن يحنوا إليها، ويتحركوا ويتظاهروا فى قلب اسرائيل تعاطفا وتجاوبا مع آلام أهالى غزة وأطفالها الأبرياء . ذلك أمر يكشف ويفضح قصورا جذريا فى هوية إسرائيل لا يمكنها إخفاءه أبدا!.
Osama
[email protected]لمزيد من مقالات د. أسامة الغزالى حرب رابط دائم: