كل سنة وأنت طيب رغم كل الظروف الصعبة التى نعيشها أقول كل ثانية وأنت طيب.. اعلم أن طعم الأيام لم يعد كما كان وانك تفتقد أشياء كثيرة حرمتك الأقدار منها.. يكفى انك تجلس وحيدا فى بيتك قد لا ترى الأبناء وقد لا ترى أحبابا اعتدت عليهم فى زمان مضي.. وقد يكون الآن بين يدى طبيب نسأل الله العافية.. اعرف أن هناك من يعانى محنة المرض أو الوحدة أو الفراق ولكن اليوم عيد حتى ولو غابت عنا طقوسه الجميلة ووجدنا أنفسنا وحدنا نحتفل فى صمت ونراجع الذكريات فى اسى كل سنة وأنت طيب.. إذا كانت الأيام قد حرمتك من فرحة عيد فقد عشت أعيادا كثيرة فى مشوار حياتك وأمامك أعياد أخرى تنتظرك.. ومن غاب اليوم سوف تراه غدا هناك قلوب كثيرة مازالت تحيط بك وإن كانت بعيدة ويكفى أن تسمع أصواتهم وتدعو لهم.. لا تحزن إذا كنت تستقبل العيد وأنت خلف الجدران لقد عشته زمانا مسافرا منطلقا محلقا فى كل مكان وغدا سوف تخرج من وراء القضبان حرا وتستقبل كل الأشياء الجميلة التى حرمتك الأقدار منها فى هذا العيد.. إن ما نعيشه اليوم درس من دروس الحياة قد يكون الدرس قاسيا ولكن من قال إن الأشياء تدوم كل الأشياء تتغير وفى رحلة السفر نواجه العواصف والرياح وعلينا أن نتحمل كل هذه الأشياء.. لا تنس أن الحياة أعطتنا أشياء كثيرة جميلة فى زمان مضي.. وإذا كانت قد غيرت ملامحها واستبدلت أفراحها فإن الزمان مواسم وما يبكينا اليوم سوف يفرحنا غدا.. يارب فى هذا العيد المبارك افتح لنا أبواب رحمتك واشملنا برعايتك وتقبل صيامنا أنت القادر ونحن الضعفاء وأنت الرحيم فلا تبخل علينا بعفوك وغفرانك.. يارب احفظ لنا مصر الغالية واجعلها دائما بيتا للمحبة ودارا للسلام وانشر العدل فى ربوعها والأمان فى دروبها واجعلها دائما أرضا للإيمان والهدى والسلام.. كل عيد ومصر الأجمل والأحلى وأميرة هذا الكون كل عيد وأنت طيب.
[email protected]لمزيد من مقالات فاروق جويدة رابط دائم: