فى إطار المبادرة الرئاسية التى أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسى تحت عنوان: «حياة كريمة» أعلنت الحكومة أنها تستعد للإطلاق الرسمى للمرحلة الحالية من المبادرة بعد حصر احتياجات القرى المستهدفة، وقد لفت نظرى فى الخبر المنشور أنه فى ذات الاجتماع الحكومى ناقش رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى استراتيجية تطوير القاهرة التاريخية والحفاظ على شخصيتها من خلال تجديد وترميم المبانى الأثرية.
ومعنى ذلك أن هناك معيارا واحدا يحكم الرؤية السياسية فى زمن السيسى حيث لا فرق بين العاصمة وأى قرية من قرى مصر فى حق الحصول على الاهتمام الحكومى وتوفير الاعتمادات المالية اللازمة لمشروعات التنمية والتطوير التى تلبى استراتيجية الدولة فى تغيير الصورة وتبديل ملامحها نحو الشكل الأفضل اللائق فى المدن والقرى على حد سواء.
معنى ذلك أننا نعيش مرحلة جديدة من الفهم السياسى الصحيح بأن الوطن كتلة واحدة وأن بناء المساكن اللائقة وتبطين الترع فى القرى يتوازى فى أهميته مع إعادة إحياء كورنيش النيل فى القاهرة وإبراز كل ما تحويه العاصمة التاريخية من معالم الفن والتقدم الجاذبة للسياحة والاستثمار.
معنى ذلك أن مصر الآن وفى خضم تحديات وصعاب لا يستهان بها فإنها مازالت مصممة على تأكيد قدرتها على مواصلة استكشاف الطريق الصحيح لصنع التغيير المطلوب والمنبثق عن عمق الضمير الوطنى بأن العمل الجاد هو خيارنا الوحيد وهو سبيلنا المحدد لبلوغ الحلم المشروع فى حياة كريمة.
وهنا تكمن أهمية فهم عامل السرعة الذى يلح الرئيس السيسى على ضرورة الأخذ به فى إنجاز المشروعات القومية التى تمثل فى جوهرها عمق الإدراك السياسى بأن مظاهر التخلف لم تعد تليق بمصر ولا يمكن القبول بأى ذرائع أو مبررات لترحيلها أو تأجيلها وبالتالى عدم بلوغ الحياة الكريمة التى هى حق مشروع يتوجب على الدولة سرعة الوفاء به.
إن مبادرة حياة كريمة ليست علاجا فقط لمشاكل وأوجاع الحاضر وإنما هى نوافذ أمل نطل بها على المستقبل حبا وحماية لأجيال لم تولد بعد لكنها سوف تحمل الراية من بعدنا ولابد أن تشعر بالامتنان لأننا أدينا ما علينا بكل أمانة وبكل إخلاص.. والخلاصة: إن ما يجرى حاليا على طول وعرض البلاد هو عبور جديد نحو مصر الجديدة.. وليس مجرد مبادرة تحتضنها الرعاية الرئاسية الواعية!
خير الكلام:
<< لا يشعر بطعم الرخاء إلا من ذاق طعم الشدة!
[email protected]لمزيد من مقالات مرسى عطا الله رابط دائم: