رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

كلمات حرة
يوميات كورونا-3

هذا هو اليوم الحادى عشر من اكتشاف إصابتى بكورونا منذ 27 أبريل الماضى! لقد تنبأ علماء العالم أن كورونا ستغير العالم على نحو دائم، وهو أمر للأسف نراه اليوم مجسدا على نحو متفاوت للغاية فى بلاد الدنيا.. هذا كله نعرفه، ولكنى أتأمل هنا كيف غيرت الإصابة بكورونا من حياتى اليومية! وأول الحقائق المرة هى أننى أصبحت معزولا، أى سجينا فى المنزل، لا أغادره إلا لفحص طبى بأنواع الأشعة المتعددة. غير أن هذا الظرف الخاص جدا أتاح لى فرصة ذهبية لأمر آخر نتيجة أن إصابتى جاءت فى شهر رمضان، وهو ما أتاح لى فرصة واسعة لمشاهدة بعض من برامج شهر رمضان، التى أعتقد أنها حظيت هذا العام بمشاهدات عالية للغاية مع حبس المواطنين فى داخل منازلهم .وفى حدود العينة التى شاهدتها، فإن أول انطباعاتى تتعلق بالكم الهائل من الإعلانات التى تحاصرك على نحو ممل وسخيف للغاية. وهنا قد يرد قائل وله بالقطع كل الحق ألا تعلم أن هذه الإعلانات هى المصدر الرئيس لتمول تلك الأعمال الفنية والترفيهية..نعم أعلم ذلك ....ولكن مشكلتى هى مع النمط العام الشائع للإعلانات التى يشاهدها ملايين المواطنين فى أنحاء مصر من أقصاها إلى أقصاها! أولا، إن الغالبية العظمى من الإعلانات عبارة عن أغان ورقصات جماعية، تدور حول المنتج المعلن عنه، ابتداء من المكرونة وحتى خطوط الموبايل، وكأنه لا توجد لدينا فكرة لتسويق سلعة إلا بالرقص والغناء والتصفيق لها وحولها! وهى ثانيا كثيرا ما تقوم على مبالغات سخيفة مثل السعادة والألفة فى الحياة تتحقق بتناول مشروب مثلج، وحتى عند الدعاية للتبرع لمؤسسات علاجية قائمة أو فى طريق الإنشاء ...إلخ أعلم أن هناك رجال إعلانات أكفاء وشطارا، ولكننى من موقعى كمشاهد من حقى أن أتساءل لمن تصل تلك الإعلانات، وما هى الفئات المستهدفة، وما نسبتها من ملايين المشاهدين الذين يتسمرون كل يوم أمام عالم غريب عليهم يتفرجون عليه فقط حبا للاستطلاع، وهو أمر له عواقبه الاجتماعية والنفسية.

وللحديث بقية!

Osama [email protected]
لمزيد من مقالات د. أسامة الغزالى حرب

رابط دائم: