البعض منا يتمادى ويتجاوز فى تقدير الأدوار حتى أن أحد القراء الأفاضل تصور أن هجوم الكتاب المصريين وأنا منهم على الرئيس ترامب كان سبباً فى أن يخسر الانتخابات.. وأن نخسر نحن بالضرورة دعمه لنا فى موقفناً حول سد النهضة.. وأنا لا أعتقد أننا وصلنا إلى هذه الدرجة من التأثير داخل المجتمع الأمريكى لكى نسقط رئيساَ.. لأننا لم نصل بعد إلى إسقاط مدير عام فى مؤسسة حكومية أو حتى أهلية.. وأن كنت أشكره على هذا التفاؤل غير المبرر يقول القارئ العزيز فى رسالته..
لعلك أنت- وغيرك - قد ندمت الآن على تأثرك بدعاية السى إن إن المغرضة وغيرها من وسائل الإعلام الأمريكية المنحازة للحزب الديمقراطى ضد ترامب والحزب الجمهورى .. فانطلقت فى السابق تهاجم الرئيس ترمب فى عمودك وتتهمه بكل نقيصة.. ونسيت تماما أن ما يهمنا كمصريين هو موقفه من سد النهضة.. وهو موقف أكثر من رائع، فقد أيد موقف مصر ورئيسها من السد الأثيوبى .. بل إنه توعد أثيوبيا ورئيس وزرائها بأنهم لن يحصلوا على دولار واحد من المعونة الأمريكية السنوية إلا إذا امتثلوا لما تريده مصر والسودان .. بل إنه ويا للروعة قد أعطى العذر علانية وأمام العالم كله لمصر إذا هدمت السد فى حالة عدم تفهم إثيوبيا لمخاوف المصريين .. والآن بعد وصول بايدن والحزب الديمقراطى لسدة الحكم ضاع الأمل فى أى تأييد أمريكى حيث أن الأمريكان السود فى الحزب الديمقراطى يقفون دائما وبدون أى عقل أو تفكير بجانب الأفارقة ضد الشمال الإفريقى ذى اللون الفاتح .. والآن بعد فوات الأوان تكتب اليوم متحسراً من يصدق أن أمريكا حليفنا القديم تتآمر علينا فى قضية حياة أو موت»..
•أقول للقارئ العزيز إن الذى أسقط ترامب هو الشعب الأمريكى وصفقة القرن وكراهيته للعرب وإنكاره لكل حقوق الشعب الفلسطينى وإهداء القدس لإسرائيل .. وأمريكا دولة مؤسسات، يتغير الرؤساء والسياسات باقية، لا أعتقد أن العرب فى يوم من الأيام خلعوا رئيساً أمريكياً أو أبقوا عليه وهذا يكفي..
[email protected]
[email protected]لمزيد من مقالات فاروق جويدة رابط دائم: