رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

كل يوم
ليس كمثله يوم!

هذا يوم ليس كمثله يوم فى تاريخ مصر الحديث إنه يوم العاشر من رمضان عام 1393 هجرية الموافق السادس من أكتوبر عام 1973 فهو اليوم الذى دقت فيه طبول الفرح فى مصر وسائر أنحاء الأمة العربية بفضل معجزة العبور الكبير الذى تحقق فى 6 ساعات أعقبت الضربة الجوية الأولى فى الساعة الثانية وخمس دقائق من نهار ذلك اليوم المجيد.

هذا هو اليوم الذى حطمت فيه مصر بالتنسيق مع الشقيقة سوريا كل جدران اليأس والخوف والإحباط التى كانت قد جثمت على النفوس والصدور لمدة تزيد عن 6 سنوات أعقبت هزيمة يونيو 1967 حيث كانت طبول الحرب النفسية تدق بعنف طوال هذه السنوات الصعبة ولكن مصر لم تفزع من قرع هذه الطبول ولم تتأثر أعصابها ولا تعثرت خطاها وإنما صممت على المضى فى الطريق الذى رسمته لنفسها رفضا للهزيمة وسعيا متدرجا نحو النصر الأكبر فكانت سلسلة المعارك المتصلة بعد أيام قليلة من الهزيمة، أبرزها معركة رأس العش فى يوليو عام 1967وإغراق المدمرة الإسرائيلية إيلات فى أكتوبر عام 1967قبل الدخول إلى عام 1968 الذى شهد أضخم هدير للمدافع المصرية على طول وعرض جبهة قناة السويس تمهيدا لحرب الاستنزاف التى كانت عنوانا للصمود والتحدى عامى 1969 و1970وهى الحرب التى أحدثت تغييرا تكتيكيا واستراتيجيا بالغ الأهمية ببناء حائط الصواريخ المصرية وتساقط طائرات الفانتوم كالعصافير على طول الجبهة.

إن هذا اليوم المجيد لم يولد فجأة ولم يجئ بالصدفة وإنما كان ابنا شرعيا لآلاف الشهداء والجرحى الذين رووا بدمائهم الذكية أرض مصر الغالية خلال حرب الاستنزاف وهم يتصدون لما قيل وقتها بأنه الجيش الذى لا يقهر ومرمغوا سمعته فى التراب فوق جزيرة شدوان عام 1970 فراح يرد بغباء وحماقة فى مدرسة بحر البقر ليقتل الأطفال ويهدم الفصول فوق رؤوسهم.

وأحمد الله أننى عشت هذا اليوم المجيد منذ اللحظة الأولى وكان لى شرف الإسهام فى صياغة البيانات العسكرية الرسمية وتعليقات المتحدث العسكرى الرسمى طوال أيام الحرب المجيدة عام 1973 وأظن أن أشهى إفطار هو ذلك الذى تناولته بعد آذان مغرب يوم العاشر من رمضان مع اللواء عز الدين مختار المتحدث العسكرى الرسمى واللواء حسن الكاتب والعقيد عبد الحميد شداد رحمهم الله جميعا فقد كانوا نعم الرجال من خيرة أبناء المخابرات الحربية آنذاك.

تلك هى قصة الأمس مع إسرائيل وهى أيضا قصة اليوم مع تحديات ضخمة فرضت علينا وأظن أننا بعون الله منتصرون كما انتصرنا فى هذا اليوم المجيد.

خير الكلام:

<< إن الإجابة الوحيدة على الهزيمة هى الانتصار!

[email protected]
لمزيد من مقالات مرسى عطا الله

رابط دائم: