قال الله تعالى: «يا عبادى، إنى حرَّمت الظلم على نفسى وجعلته محرمًا بينكم، فلا تظالموا!
يا عبادى! كلكم ضالٌ إلا من هديته، فاستهدونى؛ أهدكم.
يا عبادى! كلكم جائع إلا من أطعمته، فاستطعمونى؛ أطعمكم.
يا عبادى! كلكم عار إلا من كسوته، فاستكسونى؛ أكسكم.
يا عبادى! إنكم تخطئون بالليل والنهار، وأنا أغفر الذنوب جميعًا غير الشرك، فاستغفرونى؛ أغفر لكم.
يا عبادى! إنكم لن تبلغوا ضرى، فتضرونى، ولن تبلغوا نفعى؛ فتنفعونى.
يا عبادى! لو أن أولكم، وآخركم، وإنسكم، وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم؛ ما زاد ذلك فى ملكى شيئًا.
يا عبادى! لو أن أولكم، وآخركم، وإنسكم، وجنكم، قاموا فى صعيد واحد، فسألونى، فأعطيت كل إنسان مسألته؛ ما نقص ذلك مما عندى شيئًا إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر.
يا عبادى! إنما هى أعمالكم أحصيها لكم، ثم أوفيكم إياها، فمن وجد خيرًا؛ فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك؛ فلا يلومن إلا نفسه».
فى معنى الحديث: الحديث يدل على تحريم الظلم ووعلى افتقار العباد إلى ربهم وأنهم فقراء إليه، فهو المنعم عليهم الذى يهدى من شاء ويطعم من يشاء، ويغنى من يشاء ويفقر من يشاء، فهو سبحانه الذى يغفر الذنوب ويستر العيوب جل وعلا، وهو الغنى عن عباده لا يستطيعوا أن يضروه ولا أن ينفعوه فهو غنى عنهم، وهو جل وعلا لا تنقصه معاصيهم ولا تنفعه طاعاتهم، بل طاعاتهم لهم تنفعهم ومعاصيهم تضرهم.
رابط دائم: