هذا اليوم (18أبريل) يمر ربع قرن على المذبحة التى ارتكبها الجيش الإسرائيلى فى قرية قانا اللبنانية فى عام 1996. تقع قانا على بعد 95 كيلومترا جنوب بيروت، شرق مدينة صور. فى ذلك اليوم، قام الجيش الإسرائيلي، الذى كان يحتل شريطا حدوديا جنوب لبنان، بشن عملية عسكرية باسم عناقيد الغضب مستهدفا قوات حزب الله. وهربا من القصف الإسرائيلي، لجأ نحو 800 مدنى لبنانى ــ إلى أحد مراكز قيادة قوات الأمم المتحدة فى جنوب لبنان التى تسمى اختصارا اليونيفيل (أى قوات الأمم المتحدة المؤقتة فى لبنان، التى سبق أن أرسلتها الامم المتحدة لحفظ السلام) ــ للاحتماء بها، أعتقادا منهم بأن مبانى الأمم المتحدة سوف تكون آمنة من القصف. إلا أن الجيش الإسرائيلى قصف المبنى وقتل مائة وستة من المواطنين اللبنانيين العزل. أحدثت الجريمة رد فعل عالميا غاضبا، ولكن الحكومة الإسرائيلية ادعت أن الجيش الإسرائيلى لم يكن يعلم بوجود المدنيين اللبنانيين فيه. ماذا فعل د. بطرس غالى أمين عام الأمم المتحدة فى ذلك الحين؟ وفقا لما قالته السفيرة د.فايزة أبو النجا مديرة مكتب د.بطرس بالأمم المتحدة فى ذلك الحين، فإنه كلف مساعديه العسكري، والسياسى (بريطاني، وهولندي) بإجراء تحقيق لمعرفة ما إذا كان القصف متعمدا أو غير متعمد كما ادعت إسرائيل؟ وجاءت نتيجة التحقيق انه كان متعمدا. غير أن مساعديه اعترضا على تضمين ذلك فى نتيجة التحقيق، لان ذلك سيقلب امريكا واسرائيل على الأمين العام، ولكن د. بطرس غضب جدا من رأى مساعديه . وكما تذكر د. فايزة ، فإن د.بطرس قال: إن منصب الأمين العام له مبادئ ومصداقية ومسئولية، وإن كان مساعداى لا يجرؤان على تحمل المسئولية فسأتحملها وحدي. وبسبب هذا الموقف تمت معاقبة بطرس غالى بالامتناع عن التجديد له لفترة ثانية. هذه باختصار قصة مذبحة قانا التى يمر عليها اليوم ربع قرن، وهى ايضا جزء من سيرة عطرة مشرفة لمواطن مصرى عظيم اسمه بطرس بطرس غالي!.
Osama
[email protected]لمزيد من مقالات د. أسامة الغزالى حرب رابط دائم: