رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

كل يوم
دروس مستفادة!

من بين أهم ما أنجزته مصر بعد 30 يونيو عام 2013 أنها استعادت هويتها واستخلصت إرادتها وأعادت اكتشاف حقيقتها كدولة محورية عليها التزامات ومسئوليات تجاه أمتها العربية، باعتبار أن مصر هي الجزء الأكبر والفاعل في هذا الفضاء العربي الممتد بين الخليج والمحيط.

ولا شك في أن التداعيات السلبية لعواصف الربيع المزعوم التي ضربت المنطقة من شرقها إلي غربها هي التي جددت اليقين في مصر بأن التضامن العربي وجمع الصف ولم الشمل وتوحيد الكلمة هو درع الحماية والوقاية ضد ما استجد من أخطار وتحديات أبرزها ما يتعلق بنمو وانتشار الأفكار المتطرفة التي تسمح بتوالد وتكاثر فصائل العنف والإرهاب وتمثل تهديدا للأماني المشروعة لشعوب المنطقة في الأمن والاستقرار وبناء الركائز الصلبة للتنمية المستدامة.

والحقيقة أن المهمة لم تكن سهلة في وجود نزعات متباينة تخلط بين خصوصية المصالح الذاتية لكل قطر ووجوبية الاصطفاف تحت راية واحدة وجامعة توفر للجميع الحد الأدنى من متطلبات الأمن القومي العربي الذي تهدده المخاطر من بؤر عديدة في الجوار العربي جنوبا وشرقا وشمالا وغربا... وأظن أن عبقرية الدبلوماسية المصرية تمثلت في انتهاج طريق هادئ مع كل دولة عربية علي حدة حسب قدرات وظروف كل دولة تحت رايات الاستعداد للتعاون إلي المدى الذي تقدر عليه كل دولة.

ولعل أكثر ما ساعد مصر علي نجاح مخططها في استعادة حد أدني من التضامن العربي أنها قدمت المثل وأعطت الدليل علي الالتزام الصارم بمبدأ عدم التدخل في الشئون الداخلية للآخرين، بل إنها ذهبت إلي أبعد من ذلك بتجنب الدخول في معارك كلامية مع أحد لكي لا تزداد المسافات بعدا.

وتكفي نظرة فاحصة ومدققة في كيفية تعامل مصر مع العديد من البؤر المتفجرة في العالم العربي خلال السنوات الأخيرة، وبينها الملف الليبي والأزمة السورية اللذان مثلا نموذجا فريدا لحكمة السياسة المصرية في التعامل مع المخاطر والتحديات بالسعي للتوفيق بين وجهات النظر المتعارضة التي كانت تسمح بوجود ثغرة واسعة تنفذ منها الأصابع الخارجية ذات الأطماع والمقاصد الرامية إلي إبقاء التمزق العربي علي حاله.

وأؤكد أنني لم أكن بما كتبت أسيرا للماضي، وإنما كنت مستشرفا للمستقبل الذي يعود بالخير والنماء علي كل أرجاء الأمة العربية اعتمادا علي الدروس المستفادة من الأوقات الصعبة التي عاشتها بلادنا وهي تواجه عواصف الفوضى!

خير الكلام:

<< نحلة واحدة لا تجني العسل!

[email protected]
لمزيد من مقالات مرسى عطا الله

رابط دائم: