كلمات حرة
تحية للرئيس قيس سعيد!

لا يسعنى كمواطن مصرى إلا أن أعبر عن خالص التحية والتقدير والاحترام للرئيس التونسى قيس سعيد- الذى وصل لمصر يوم السبت الماضى- على كلمته الرائعة، فى المؤتمر الصحفى المشترك مع الرئيس عبد الفتاح السيسى، والتى أرجو أن يطلع عليها المصريون جميعا. ويهمنى هنا أن أكرر نص ماقاله الرئيس قيس سعيد بشأن قضية سد النهضة....بالنسبة إلى التوزيع العادل للمياه، أقولها و أكررها أمام العالم كله: نحن نبحث عن حلول عادلة، ولكن الأمن القومى لمصر هو أمننا، وموقف مصر فى أى محفل دولى سيكون موقفنا. أقول هذا عن قناعة تامة لأننا قرأنا التاريخ جيدا، ونستشرف المستقبل جيدا، ولن نقبل أبدا بأن يتم المساس بالأمن المائى لمصر.

سيادة الرئيس تحدث منذ قليل عن حلول عادلة، نعم عن حلول عادلة، ولكن ليس على حساب مصر، وعلى حساب أمتنا. هذا نموذج لموقف واضح، ولكلمات قوية حاسمة تأييدا لمصر فى معركة حيوية بالنسبة لها، كلمات ومواقف لم تصدر عن آخرين كان يتصور أن يكونوا هم ايضا داعمين لمصر..! كما يزيد من أهمية هذا الموقف عضوية تونس غير الدائمة حاليا فى مجلس الأمن، بما ينطوى ذلك عليه من إمكانية تدعيم النشاط الدبلوماسى المصرى لحشد التأييد لموقفها من سد النهضة.

غير أن كلمة الرئيس سعيد ولدت حنقا وغضبا لدى القوى الإخوانية فى تونس وخارجها. حقا، لم تصدر حركة النهضة (إخوان تونس) بيانات رسمية حول الزيارة، إلا أن شخصيات مقربة منها، وصفحات تابعة لها (كما قالت سكاى نيوز) عبرت عن موقف واضح، بوصف قيس سعيد بأنه أحد أبرز خصوم الحركة داخل تونس.

ولكن سؤالا بريئا بسيطا يمكن هنا أن يثار وهو: ما الذى يغضب الإخوان من دعم تونس لمصر فى قضية سد النهضة؟ الإجابة بسيطة للغاية: أن الإخوان ــ كعادتهم ــ لا يهمهم أمن مصر المائى، ولا تعطيش شعبها، ولا بوار أرضها، الإخوان يهمهم فقط أن يحكموا ويتحكموا، وفيما عدا ذلك فلتذهب مصر وشعبها إلى الجحيم!