صندوق الأفكار
الجشع الرهيب..!

حكى لى أحد الأصدقاء أنه كان يعرف أحد سكان العقار المنهار فى جسر السويس، وأنه علم بوفاته، وزوجته، وابنتيه، ولم ينج سوى طفل صغير ظل على قيد الحياة.

مأساة حقيقية حلت على رءوس السكان الضحايا فى العقار الذى انهار مؤخرا بشارع جسر السويس، حيث وقع معظمهم ما بين قتيل وجريح، ونجا بأعجوبة عدد قليل ممن منحهم القدر فرصة للنجاة، بعدم وجودهم فى أثناء انهيار المبنى، أو هربوا من الموت بإرادة الله سبحانه وتعالى، لكنهم فقدوا ذويهم، وتحويشة عمرهم فى لحظة.

مأساة العقار المنكوب ومن قبله عقار الدائرى وغيرهما من العقارات المخالفة تكشف بوضوح عن الجشع الرهيب لبعض المقاولين، وملاك العقارات، وغياب ضمائرهم.

العقار كان عبارة عن 3 طوابق (مخزن ومصنع)، واستمر على هذه الحال عدة سنوات، وبعدها أقيمت عليه 8 طوابق إضافية دون دراسة، ودون استخراج التراخيص اللازمة لذلك.

هذا الحادث وغيره من حوادث العقارات المنهارة يؤكد ضرورة وجود ضوابط حاكمة لعمليات البناء، واستخراج التراخيص، حتى لا تتكرر مثل تلك الحوادث البشعة.

الضوابط يجب أن تكون سهلة، وميسورة، ودون تعقيدات، حتى لا يهرب الناس منها، والأهم من كل ذلك عدم السماح بإقامة أى مبانٍ إلا بعد استيفاء تلك التراخيص.

تعقيدات استخراج التراخيص، وفساد الإدارات الهندسية، والأحياء... كلها أسباب أسهمت فى انتشار المبانى غير المرخصة، ومن هنا يجب أن تراعى الحكومة كل ذلك فى الضوابط الجديدة.

البداية هى عدم إقامة أى منشآت دون تراخيص، ولن يحدث ذلك إلا بتسهيل استخراج التراخيص من شباك واحد، بعيدا عن المعاناة، والكعب الداير، حتى لا ينتهى الأمر بالهروب من التراخيص، وإقامة منشآت الموت، التى تحصد الأرواح بلا هوادة.