كلمات حرة
ضيف القناة الثقيل !

اعتادت قناة السويس أن تستقبل وتستضيف السفن التى تمر من خلالها سواء من البحر المتوسط إلى البحر الأحمر أو العكس لمدة 15 أو 16 ساعة...، يمرون مرور الكرام ويدفعون الرسوم المستحقة عليهم! هكذا كانت القناة دائما..، ولكن سفينة الحاويات العملاقة «إيفرجيفن» ــ التى تعد من أكبر السفن ناقلات الحاويات فى العالم ــ وصلت يوم 23 مارس الحالى ، إلى منتصف القناة، ثم لأمر ما غير مفهوم، يخضع الآن للبحث والتحقيق الدقيق، استدارت وجنحت لتقطع المجرى الملاحى بالكامل من الشاطئ إلى الشاطئ، و تمنع حركة مئات السفن عبر القناة، سواء من الشمال للجنوب أو من الجنوب للشمال! أى أنها لم تمر أبدا مرور الكرام، و لكنها ــ بجسمها شديد الضخامة ــ استحالت ضيفا ثقيلا على قناة السويس ، وتمددت من الشاطئ للشاطئ المقابل مغلقة مجرى القناة بالكامل لأول مرة منذ ستة و أربعين عاما ،عندما أعاد الرئيس الراحل أنور السادات افتتاحها فى 5 يونيو 1975– بعد عملية تطهير شاملة لها- عقب انتصار حرب أكتوبر1973 المجيدة . لقد شكل جنوح إيفرجيفن تحديا كبيرا، بدت أبعاده و تأثيراته الخطيرة فى تعطل ما يزيد على 320 سفينة ! نعم ثلاثمائة و عشرون سفينة من كل أنحاء العالم ظلت منتظرة حل المشكلة، بما كانت تحمله بمئات البضائع بدءا من البترول (الذى تزايدت التوقعات بارتفاع أسعاره، وحتى الخراف التى حملتها سفن أخرى للنقل، وتعين رعايتها وتغذيتها فى رحلتها الصعبة!).. غير أن من حقنا وواجبنا أن نفخر بالجهود الرائعة و الجبارة التى بذلها عشرات المهندسين والفنيين والعمال المصريين لتعويم السفينة العملاقة، و التى كانت تبذل على مدار الساعة بلا انقطاع فى أعمال «التكريك» حول السفينة، على نحو علمى مدروس.وكما جاء فى تحليل مطول على موقع النيويورك تايمز(30/3) فإن تحريك «إيفرجيفن» كان ..«نقطة تحول فى واحدة من أكبر وأعقد عمليات الإنقاذ فى التاريخ الحديث ، بما حملته من تأثيرات حساسة على نظام التجارة العالمى».