اليوم العالمى لمناهضة التمييز العنصرى

أحتفل العالم يوم 21 مارس باليوم العالمى لمناهضة التمييز العنصري.. ففى ذلك اليوم من سنة 1960 وقعت مذبحة شاربفيل، حيث أطلقت الشرطة الرصاص فقتلت 69 شخصا كانوا مشتركين فى مظاهرة سلمية احتجاجا على قوانين الاجتياز فى بلدية شاربفيل بجنوب أفريقيا، وكانت قوانين الاجتياز قد فُرِضت من قبل نظام الفصل العنصرى فى البلاد.

فى تاريخ النضال الإفريقى لابد أن نتذكر الابطال الذين ضحوا من أجل قضاياهم ولم يأخذوا حقهم من الشهرة، فعندما نتحدث عن النضال فى جنوب افريقيا فإن أول مايتبادر للذهن الزعيم الراحل نيلسون مانديلا أول رئيس لدولة جنوب إفريقيا ورئيس المؤتمر الوطنى الإفريقى صاحب جائزة نوبل... على الرغم من أنه لم يكن وحده بل كان هناك العديد من المناضلين أصحاب السبق فى طريق النضال.. رحلوا من دون ضجيج وبعيدا عن التكريم والشهرة. ومنهم المناضل الجنوب إفريقى أوليفر تامبو رئيس حزب الموتمر الوطنى الإفريقى (A N C). المولود فى 27 أكتوبر 1917، حصل على اسم أوليفر فى أثناء مرحلة الدراسة فى المدرسة الابتدائية، اضطر إلى إعادة الصف السادس الابتدائى مرتين لأن والديه لم يكن لديهما المال الكافى لتمكينه من مواصلة دراسته، وظل يكافح لإنهاء دراسته، حتى حصل على شهادة جامعية بامتياز من كلية القديس بطرس فى جوهانسبرج فى (نوفمبر) 1936، ونتيجة لذلك التفوق، منحته جمعية الكاب الشرقية للزعماء التقليديين منحة للدراسة فى جامعة فورت هير ليحصل على بكالوريوس فى الرياضيات والعلوم عام 1941، أثناء دراسته للحصول على مؤهل الدراسات العليا فى العام التالي، طُرد من الجامعة لمشاركته فى إضراب طلابى عام. وفى أثناء وجوده فى جوهانسبرج، أصبح عضوًا نشيطًا فى حزب المؤتمر الوطنى الإفريقى وشكل رابطة الشباب داخل الحزب وأصبح سكرتيرها العام الوطنى الأول عام 1944. شكل أوليفر تامبو أول شراكة للقانون معنية بحقوق السود فى دولة جنوب إفريقيا مع نيلسون مانديلا. وعندما تم حظر المناضل الشيوعى والتر سيسولو من ممارسة العمل السياسى عام 1953حيث صدر قانون قمع الشيوعية وأمرت السلطات العنصرية بإجبار والتر سيسولو على الاستقالة من منصبه كأمين عام لحزب المؤتمر الوطنى الأفريقي، تم اختيار اوليفر تامبو لهذا الموقع الحزبى المهم. ومن منطلق واجبات تامبو كأحد كيانات مجلس العمل الوطني، شارك فى تنظيم حملة التحدي، والتى كانت السبب وراء اتهامه مع 156 مناضل آخر بتهمة الخيانة. فى أثناء التقاضى جراء هذا الاتهام تزوج تامبو من أديلايد تشوكودو، والتى كانت تعمل ممرضة فى ذلك الوقت. وتزوجا فى 22 ديسمبر 1956.

أصبح أوليفر تامبو نائب رئيس حزب المؤتمر الوطنى الإفريقى فى عام 1958. وبعد مذبحة شاربفيل، فى عام 1960، خشى حزب المؤتمر الوطنى الإفريقى من تزايد الهجمات والإجراءات القمعية على أعضائه وطُلب من تامبو السفر إلى الخارج، لتأسيس بعثة دولية وتعبئة الرأى العام الدولى ضد نظام الفصل العنصري. وهو التاريخ الذى توجه فيه أوليفر تامبو الى القاهرة لمقابلة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، وفى عام 1961م اوفد أوليفر تامبو الزعيم الراحل نيلسون مانديلا لقيادة نضال المؤتمر الوطنى الإفريقى من الجمعية الإفريقية معقل الثوار ومنبر الأحرار بالزمالك بيت إفريقيا وهو التوقيت الذى التقى فيه مانديلا بالمناضل الكبير وراهب الحريات السيد محمد فائق رئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان حالياً. بعد وفاة الزعيم ألبرت لوتولى رئيس حزب الموتمر الوطنى الإفريقى (A N C)، أصبح تامبو رئيسًا بالنيابة لحزب المؤتمر الوطنى الإفريقى فى عام 1967. ومع إطلاق صراح المعتقلين السياسيين عام 1990، وأشهرهم نيلسون مانديلا نتيجة لجهود مجموعة الضغط العالمية التى تمكنت من فرض مقاطعة عالمية ضد حكومة بريتوريا العنصرية بقيادة فريدريك دي كليرك بقيادة السياسى والقانونى الراحل بطرس بطرس غالى حيث تمكنت مجموعة الضغط العالمية التى انطلقت من الجمعية الإفريقية من استصدار عقوبات موجعة على حكومة بريتوريا وهو ما أجبر دي كليرك على إصدار قرار بالإفراج عن المعتقلين السياسيين والسماح بعودة المناضلين من المنفى والدعوة لإجراء انتخابات تشريعية وبرلمانية عامة يشارك فيها الأبيض والاسود على قدم المساواة عاد أوليفر تامبو وعائلته من لندن إلى ديارهم بجنوب إفريقيا بعد 30 عامًا فى المنفي. تحدث فى أول اجتماع لحزب المؤتمر الوطنى الإفريقى منذ رفع الحظر عن الحزب، وسلم عصا القيادة إلى نيلسون مانديلا.

فى الساعات الأولى من يوم 24 أبريل 1993، يرحل عنا تامبو بجلطة قاتلة بعد أسبوعين من اغتيال كريس هانى الأمين العام للحزب الشيوعى فى جنوب إفريقيا.. ولقد صُنِف أوليفر تامبو فى المرتبة الـ 31 فى قائمة أفضل 100 شخصية جنوب أفريقية، فى عام 2004.