رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

كل يوم
إنصافا لأنفسنا!

أظن أننا بحاجة إلى أن نودع مرحلة جلد النفس والذات التى فرضت نفسها علينا بعد أحداث الفوضى التى أفرزت السنوات العجاف واقتربت بنا فى بعض اللحظات من بلوغ حافة اليأس.. نعم نحن بحاجة إلى أن نعيش الآن لحظة إنصاف لأنفسنا لكى تبعث الأمل فى نفوسنا بعد أن خطونا خطوات محسوسة تؤكد للقاصى والدانى أن التشكك فى قراءة ما حدث فى يومى 30 يونيو و3 يوليو عام 2013 على أنه ثورة قد تبدد وانتهى على أرض الواقع التى شهدت على مدى السنوات الثمانى الأخيرة – تغييرا شاملا وجذريا - فى البنية الأساسية للمجتمع باتجاه الأفضل والأحسن إلى الحد الذى يمكن معه القول – دون أدنى مبالغة – إن الصورة فى مصر الآن تختلف اختلافا جذريا عما كانت عليه قبل 30 يونيو عام 2013.

نحن بحاجة إلى كلمة إنصاف لأنفسنا لأننا نحن الذين استطعنا بعقولنا وسواعدنا وقوة إرادتنا أن نتجاوب مع نداءات التغيير التى رفعتها القيادة السياسية وكان رهانها صحيحا فى أن القبول الشعبى المبنى على الثقة فى صحة المسار الجديد سوف ينتصر على كل أوجاع الفاتورة الباهظة التى تفرضها روشتة الإصلاح والتغيير.

وبمقدورى أن أقول: إن الذى صنع كيمياء التجاوب بين توجهات القيادة السياسية والقبول الشعبى لتحمل فاتورة الإصلاح بعد فاتورة الفوضى والضياع فى السنوات العجاف هو منطق الاحتياج إلى الأمن والاستقرار بالمعنى الصحيح للاستقرار الذى لا تشده خيوط الجمود إلى الوراء ومن ثم ترك الأمور على حالها وإنما كان الذهاب إلى استقرار يؤهل الوطن لمعارك التغيير الكبرى التى تمكننا من تعويض ما فاتنا وسرعة اللحاق بقطار العصر كرقم صحيح فى المعادلة الإقليمية والمعادلة الدولية كبلد منتج لمعظم احتياجاته وكدولة قوية تملك من أدوات حماية النفس والذات كل الآلات الضرورية اقتصاديا ودبلوماسيا وسياسيا وفكريا.

لابد أن ننصف أنفسنا اعتزازا بما حققناه ونحن نسير على طريق جديد ينتقل بنا من واقع التخلف الاقتصادى والاجتماعى إلى ما يشبه الطفرة ونجعل من حلم المواطنة واقعا وليس مجرد كلام.

وأظن أن التاريخ سيسجل فى أنصع صفحاته تلك الفترة الحاسمة من عمر هذا الشعب الذى لم يحقق إنجازات ملحوظة فحسب وإنما صنع ما يشبه المعجزة حتى يجنب هذا الوطن خطر أن تتحول مدنه وقراه وجباله وصحاريه إلى ميادين قتال وأرضا للصراع المدمر مع تيارات العنف والتطرف والإرهاب.

خير الكلام:

<< لا يبنى الثقة بالنفس واحترامها مثل الإنجاز!

[email protected]
لمزيد من مقالات مرسى عطا الله

رابط دائم: