انظر كيف يقتحم البعضُ مناقشات عامة على مواقع التواصل الاجتماعى ليشيعوا مناخ اليأس بتسفيه المشروعات العملاقة، وبترويج الشائعات التى تزرع الريبة! ففى هذه الواقعة تدخل أحدُهم فى تعليق على مواطن يُبدِى سعادته بمشروع المونوريل الرابط بين حى المهندسين ومدينة أكتوبر، حيث نشر المواطن على صفحته صوراً أولية لبدء دقّ الأعمدة الخرسانية العملاقة الحاملة للكمرات المعدنية أمام مول العرب على المحور، كنقطة بداية تنطلق نحو حى المهندسين، وأشاد بالهمّة فى الإنجاز بما سيحقق هدف انتهاء العمل فى حدود عامين، بما سيكون له أثر إيجابى ضخم فى انتقال المواطنين وفى حل مشاكل المرور..إلخ، وقد شاركه كثيرون من أصدقائه على الصفحة فى الإعراب عن سعادتهم وتحمسهم. فإذا بالمقتحم لهذه الفرحة يتهكم ويقول: (يا بلاش! التذكرة ستتراوح بين 30 و50 جنيها!!). فتعجبوا وقالوا له إن مسئول التسعير فى الهيئة القومية للأنفاق أعلن أن سعر التذكرة سيتراوح بين 18 و20 جنيها، وسألوه عن مصدر معلوماته، فقال إنه سأل المهندسين العاملين فى المشروع وهم الذين أخبروه بالأسعار التى ذكرها! فلما قيل له إن المهندسين لا علاقة لهم بأمر تسعير التذاكر، دخل معهم فى جدل مُستنزِف ممتد، تطاول فيه عليهم وسخر من أنهم يعتبرون أنفسهم استراتيجيين..إلخ، فتشتت الحوار وتوارت الفرحة!
ليس المُستَهجَن أن يتدخل أحد برأى غريب، أو حتى بمعلومات خاطئة، لأن الحوار الصحى يصحح الأخطاء لصاحبها، إذا كان حريصاً حقاً على أن يتبنى ويعلن رأياً موضوعياً. أما فى هذه الحالة، وبالمناسبة فإن مثلها كثير هذه الأيام، فإن المتدخل يُصرّ على أن معلوماته مؤكدة، برغم وضوح تهافت مصادره وضعف منطقه وتضارب استشهاداته! هذا الإصرار يتجاوز إبداء الرأى، إلى أن يبدو أنه التزام بتنفيذ مهمة غير مُعلَنة! وهى مسألة تستحق التوقف أمامها والتفكير فى طبيعة هذه المهمة ومستهدفاتها والمستفيدين منها!
لاحِظ أن مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء يقوم منذ فترة بجهد مُقَدَّر، برصد والرد على كميات هائلة من الشائعات الكاذِبة المُخرِّبة التى تؤكد أنها إنتاج غرفة فبركة مركزية!
[email protected]لمزيد من مقالات أحمد عبدالتواب رابط دائم: