-
حى غرب : تغيير إدارة الجبانات بعد شكاوى المواطنين .. ومرور يومى لمواجهة المخالفات
-
محافظة الإسكندرية تفتح الملف المسكوت عنه منذ ستينيات القرن الماضى
«الموت» كلمة تحمل معاني من الاجلال.. والرهبة وتنزل علي العقول حاملة مساعي المساعدة والمساندة لأهل من اصابتهم الفاجعة الا ان المشهد تحول في مقابر الاسكندرية إلى مأساة انسانية و بلطجة يمارسها حارسو المقابر «التربية» الذين استغلوا جائحة فيروس كورونا لزيادة رسوم او اكراميات دفن الموتى التى طالما كانت عرفا بين المواطنين وحارسى المقابر حتى تحولت الى بلطجة تمارس على اعمال ترميم المقابر وعلى دفن الموتى والتى وصلت الى ثلاثة آلاف جنيه مقابل فتح المقبرة والسماح للموتى بالعودة الى الدار الاخرة. مأساة يومية تصاعدت شكواها خاصة فى مدافن العامود بمنطقة كرموز والتى شهدت مشادات يومية بين حراس المقابر «التربية»
وبين اهل المتوفين وشكاوى وصل صداها الى حى غرب ومحافظة الاسكندرية التى بدأت بصورة جدية لمواجهة تلك المشكلة المسكوت عنها منذ ستينيات القرن الماضي.
تلقى «الاهرام» عددا من الاستغاثات والشكاوى بسبب مافيا حراس المقابر الذين يتعاملون مع تجارة الموت وقاموا بتحويل العرف السائد من سنوات بين اصحاب المقابر واهل المتوفى الى حالة من البلطجة والابتزاز المستمر والذى بدأ بتحديد قيمة مالية مقابل فتح التربة تصل من الف الى ثلاثة الاف جنيه عن المتوفى الواحد بالاضافة الى إتاوات على تنفيذ ترميم المقابر تصل الى 8 الاف جنيه وما زاد من تلك المأساة جائحة كورونا التى فرضت واقعا جديدا وتفاوضات يفرضها حراس المقابر على المواطنين الذين يواجهون فاجعة الموت وبلطجة حراس المقابر التى لا تنتهى .
ومن جانبه اوضح النائب محمد جبريل عضو مجلس النواب ان الظاهرة موجودة فى اغلب مقابر الاسكندرية وليس مقابر عامود السوارى فقط و لكن مع ارتفاع عدد الوفيات نتيجة فيروس كورونا فى الفترة الاخيرة بدأت المشكلة فى التزايد و تحولت الى بلطجة ومافيا داخل المقابر بمساومة اهل المتوفين على الدفن وخلق اسباب واهية بأن المقبرة لن تفتح الا بعد سنوات واخرى بأن المقبرة تحتاج الى ترميم كلها حجج واهية يطرحها حراس المقابر لابتزاز اهل المتوفى الذين يعيشون فاجعة الموت ومأساة البلطجة فى ظل عدم وجود اى مسئولين داخل المدافن مشيرا الى ان مدافن العمود بكرموز هى الاكبر بالاسكندرية والتى تصل مساحتها الى 55 فدانا مقسمة الى 8 مربعات مسئول عن كل مربع حارس للمقابر و عماله و يمارس كل منهم تلك المافيا بلا رادع مشيرا الى تقدمه بطلب الى اللواء محمد الشريف محافظ الاسكندرية بتفعيل دور ادارة الجبانات بالاحياء لمواجهة تلك المافيا منعا لاستغلال المواطنين من خلال ما يسمى رسوم فتح المدفن « الغير قانونية والوهمية فى ظل ان الدولة والحى لا تورد لهما اى رسوم وانما تدخل تلك الاموال جيوب مافيا المقابر.
المحافظة تتصدى
ومن جانبه اوضح محافظ الاسكندرية اللواء محمد الشريف ان المحافظة تتصدى بكل قوة لهذا الملف ولن تسمح بأى حال من الاحوال باستغلال المواطن مشيرا الى تشكيله لجنة برئاسة السكرتير العام لمحافظة الاسكندرية ومتابعة من الاحياء لحصر جميع المقابر بالمحافظة و دراسة الموقف القانونى لهذا الارث القائم على لوائح من ستينيات القرن الماضى لإصدار لائحة قانونية تكون اساسا قانونيا للعلاقة بين المواطنين اصحاب المقابر والعاملين بها بالاضافة الى اصداره تعليمات للاحياء بالمرور اليومى من خلال ادارة الجبانات بالاحياء بالاضافة الى حلول سريعة ووقتية لأى شكوى ترد من المواطنين .
واوضحت المهندسة سحر شعبان رئيسة حى غرب ان تلك الظاهرة يتم التصدى لها لمواجهة هذا الانفلات لدى حراس المقابر مشيرة الى انه تم تغيير كل الموظفين بإدارة الجبانات بحى غرب ووضع إدارة الجبانات تحت اشراف الادارة العامة للمتابعة بحى غرب وتم فتح تحقيق بناء على شكاوى المواطنين وتم تفعيل مرور يومى من جانب موظفى الحى بالاضافة لحل اى مشكلات لدى المواطنين .
و اضافت رئيسة حى غرب ان اللائحة الحاكمة للعلاقة مع حراس المقابر منذ ستينيات القرن الماضى ولم يتم تعديلها وان الدولة والحى لا يتقاضيان اى رسوم على فتح المقابر والرسوم التى يتم سدادها لترميم المقابر لا تتجاوز الاربعة جنيهات ونصف الجنيه ورسم على المتر المربع لا يتجاوز 50 قرشا وان محافظة الاسكندرية برئاسة اللواء محمد الشريف بصدد وضع اطار قانونى وحاكم لتعيينات حراس المقابر وكيفية اختيارهم بالاضافة الى ضوابط لتلك الرسوم مطالبة المواطنين بابلاغ الحى بشكل مباشر وسيتم التحرك بشكل سريع ومواجهة تلك المافيا مشيرة الى ان عشرات الحالات تم حلها ومواجهة رادعة من الدولة لمحاولات الاستغلال .
وفى النهاية يجب سرعة اصدار تلك اللائحة لتكون حكما ولتنهى حالة الابتزاز و الاستغلال لأهالى المتوفين بالاضافة الى وضع اطار قانونى لعمليات الترميم ومواجهة ما تبقى فى مقابر العمود التى تحولت فيها الشوارع الى مقابر واصبح الموت سلعة وتجارة .
رابط دائم: