يبدو صعبا فى الوقت الراهن التطلع إلى أبعد من إنتاج كميات متزايدة من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا، سعيًا للوصول إلى مناعة جماعية فى أنحاء العالم، إضافة إلى تطوير هذه اللقاحات، أو غيرها عند انتهاء إجراء التجارب عليها وإجازتها، لكى توفر حماية تجاه سُلالات جديدة من ذلك الفيروس. هذا هو الهاجس الأساسى للبشر فى كل مكان الآن، وللعلماء والخبراء المتخصصين فى المقام الأول. غير أن المستوى الذى بلغه التقدم الطبى بات يسمح بالتطلع إلى أبعد من ذلك فى وقت قد لا يكون بعيدًا، وربما بالتزامن مع تطوير لقاحات بُدئ فى استخدامها لتصبح قادرة على مواجهة السُلالات الجديدة. أزال، أو على الأقل قلَّص، النجاح فى ابتكار هذه اللقاحات خلال أقل من عام شكوكًا عميقة انتابت الجميع تقريبًا فى قدرات العلم بوجه عام، وليست العلوم الطبية فقط. وجد الناس فى العالم أنفسهم مكشوفين أمام فيروس شرس انتشر بسرعة فائقة، وبدا لأشهر كما لو أن العلم عاجز عن سبر أغواره، وحمايتهم من خطر يمكن أن يداهمهم فى أى لحظة. أما وحملات التلقيح المتفاوت حجمها بدأت, فقد صار ممكنًا وضع حد لتلك الشكوك، واستعادة الثقة فى العلم، وفى قدرة العلماء على فعل ما ينبغى عمله فى حالات الأوبئة والجوائح. ولهذا، ربما نستطيع التطلع إلى أبعد مما بدا قبل أشهر قليلة بعيد المنال. فقد خلصت أبحاث علمية عدة إلى أن فيروس كورونا لن ينتهى، سواء بسُلالاته الحالية أو المحتملة، وأنه سيصبح موسميًا مثل فيروسات الإنفلونزا العادية. ويدفع هذا الاستنتاج إلى التساؤل عن إمكان تطوير لقاحين مضادين لكورونا والإنفلونزا بطريقة تتيح دمجهما فى لقاح واحد يُعطِى فى أواخر الخريف أو مطلع الشتاء مثلاً من كل عام. وربما يكون ابتكار لقاح مضاد لفيروس كورونا بجرعة واحدة (لقاح شركة جونسون أند جونسون) مُشجعًا على طرح هذا السؤال، الذى لابد أنه مثار فى بعض الأوساط العلمية المعنية بالموضوع. والسؤال لا يتعلق بهذا اللقاح تحديدًا. إنه سؤال عام سيكون التوصل إلى جواب إيجابى عنه بمثابة طوق نجاة للبشرية.
لمزيد من مقالات د. وحيد عبدالمجيد رابط دائم: