قبل عقود طويلة، وتحديدا فى خمسينيات القرن الماضى، كانت منطقة الواحات الساحرة يربطها خط قطار عتيق بالعالم الصاخب البعيد. وكان هذا الخط يمتد بين واحة الخارجة ومدينة «نقادة» بمحافظة قنا.
كان ذلك القطار يعمل بقوة «الفحم»، وكانت رحلته تستغرق نحو يومين، لكون طريقه غير منبسط، تتخلله ارتفاعات جبلية وتلال رملية. وكانت هذه الرحلة بمنزلة «طوق الحياة» بالنسبة لأهالى الواحات، حيث كانوا يعتمدون عليها فى تدبير ما نقص لديهم من أنواع المأكل أو ما طاقوا إليه من أشكال الملبس، فضلا عن مختلف الاحتياجات المنزلية الواردة من محافظات الصعيد.
فكان تجار قنا يترجلون من رحلة قطار الفحم، محملين ببضائع منوعة ما بين «السكر» و«الشاى»، وغيرهما، ليطرحوها فى أسواق الواحات. ومقابل بضائعهم، كان التجار الزائرون يعودون إلى قنا محملين بتمور الواحات لإرضاء محبيها فى أسواق الصعيد.
مع مرور الوقت، توقف القطار عن العمل، وإن ظلت أولى محطاته الكائنة بواحة الخارجة باقية وشاهدة على تاريخ قديم وثرى. ويبدو أنه من المقدر للمحطة العريقة أن تعود لاستقبال الزائرين, حيث قرر اللواء محمد سلمان الزملوط، محافظ الوادى الجديد، إعادة تجهيز المحطة وتأهيلها لتكون مزارا سياحيا، مزودا بمواد تعريفية وتاريخية تشرح تاريخ هذه المحطة ودورها فى ربط الواحة بالعالم الخارجى وتدعيم حركة التجارة بين مختلف محافظات مصر.
رابط دائم: