عميد المعهد: نستهدف دخوله ضمن أفضل خمسة معاهد فى العالم
يظل المعهد العالى للسينما أولى خطوات الدولة نحو تنظيم صناعة السينما فى إطار السياسة العامة، لذلك يُعتبر التطوير الذى يشهده المعهد حاليًا، بإنشاء مبنى تعليمى مجهز تكنولوجيًا على أعلى مستوي؛ خطوة رائدة فى إنقاذ صناعة السينما بمصر، حيث تتطلع الأبصار إلى المعهد مترقبة افتتاح أكبر صرح تعليمى سينمائى تدعمه الدولة بقرار سيادي، وذلك بعد أن توقف العمل فيه منذ عشرين عاما، ليصبح جاهزا للافتتاح فى غضون الأيام المقبلة، بعد عمل استمر ثلاث سنوات فقط. فكيف تحقق هذا الإنجاز؟ وما التطورات التى تحدث فى المعهد الآن؟ وما التجهيزات الحديثة التى سوف يستفيد منها الطلاب مستقبلا فى أثناء الدراسة؟ وأخيرا، كيف تستفيد منه صناعة السينما بمصر؟
طرحنا هذه التساؤلات على عميد المعهد الدكتور محسن التونى فجاء الحوار التالي.
فى البداية قال إن مصر ثانى دولة تعرض فيلما سينمائيا، وكان ذلك عن طريق الاجانب وبعض المصريين ممن تعلموا فى الخارج فكانت الخبرات تتناقل بهذا الشكل لفترة كبيرة الى ان اصبحت صناعة السينما يعتمد عليها الاقتصاد المصرى وأصبحت ثانى اكبر مصدر للدخل القومى بعد زراعة القطن.
ومن بعدها قررت الدولة فى عام 1959 إنشاء كيان تعليمى متمثل فى أكاديمية الفنون وكان وقتها الدكتور ثروت عكاشة وزيرا للثقافة وكان معهد السينما احد المعاهد الرئيسية للأكاديمية وبدأت الدراسة واستمرت حتى الآن وخرجت أجيالا كثيرة هى المسئولة عن صناعة السينما ولكن معهد السينما وقتذاك كان مصمما بحيث يستوعب مائتى طالب فقط.
لكن مع انتشار السينما والدراما التليفزيونية زاد عدد الطلاب، وأصبح المكان لا يستوعبهم لا سيما بعد أن وصل العدد لأكثر من 850 طالبا، مع قابليته للزيادة نظرا لاحتياج سوق العمل لكوادر فى جميع التخصصات السينمائية بخلاف الطلاب من جميع الدول العربية.
لذلك كنا فى حاجة للتوسع. وكنا قد بدأنا فى إنشاء معمل للتصوير السينمائى لان الصناعة قائمة على النيجاتيف والتحميض والطبع. وفى أثناء الانشغال فى الانتهاء من المبنى حدث تغير كبير فى التكنولوجيا لان المبنى استغرق بناؤه 23 عاما، ولم يستكمل ولكن فى الثلاث سنوات الاخيرة الدولة أدركت اهمية السينما فكان لابد من استكمال المبني.
ولماذا لم تستكمل أكاديمية الفنون المبنى من البداية ؟
لم يكن هناك دعم كبير وهذا المبنى تكلفة إنشائه كبيرة جدا .. الى ان تدخلت الدولة ورأت ان معهد السينما مؤسسة مهمة جدا بالنسبة لها، ويحتاج الى دعم كبير حتى تستمر صناعة السينما، وبالفعل دعمتنا بكل ما نحتاجه.
هل الدعم من وزارة الثقافة ؟
فى الحقيقة كان قرار الدعم قرارا سياديا بضرورة الانتهاء من هذا المبنى وتجهيزه على اعلى مستوى لان معهد السينما هو المسئول الاول والأخير عن اى ازمة تحدث فى التقنية ومسئول عن تخريج كوادر مؤهلة بشكل كبير ولديها القدرة على تخريج فنانين ومبدعين للمستقبل.
وهنا يأتى الفرق بين معهد السينما واى مكان آخر فى ظل انتشار ورش تعليم السينما فنجد معهد السينما قادرا على تخريج فنان يتقن الحرفة ولان السينما سلاح مهم جدا فلابد ان تدرك ماذا تعمل وإلا قد تسبب أذى للمجتمع دون ان تنتبه، وهذا من الممكن ان يفعله الحرفى الذى يستخدم الكاميرا دون رؤية ومنهجية معينة.
ما المعايير التى جاء تطوير المعهد بناء عليها؟
عندما شرعنا فى تجهيزات المبنى وضعنا رؤية فنية تعتمد على كيفية تخريج فنان قادر على العمل فى اى مجال بنفس القدرة. وعلى سبيل المثال عندما يتم تخريج طالب فى المعهد اشتغل على تكنولوجيا معينة فإنه عندما يخرج إلى سوق العمل يصطدم بتكنولوجيا اعلى لذلك كان لابد من ان تكون التجهيزات الجديدة متوافقة مع السوق.
ودائما لا ننظر الى المنافسة المحلية ولكن من الضرورى ان تكون المنافسة على مستوى العالم لان معهد السينما عريق، ولابد ان ينافس على مستوى التعليم وجودته، وقد وضعنا هذا فى الاعتبار، ونحن ننشئ المبنى الجديد، كى تجعل التجهيزات التكنولوجية الجديدة المعهد ضمن أهم خمسة معاهد فى العالم، بل نطمح أن يكون الاهم على الاطلاق.
وبجانب التطوير التكنولوجى نهتم بتطوير المناهج حتى تتواكب مع التطوير التكنولوجى لان الثقافة البصرية اصبحت مختلفة والتعامل مع الجيل الجديد اصبح معقدا، ولابد من التعامل معه باللغة التى يفهمها.
ما هى - إذن - آلية التطوير المنهجى ؟
منذ عامين بدأنا فى التطوير المنهجى بعمل مؤتمرات عملية داخل كل قسم والاستفادة من الكوادر خريجى المعهد ووضعنا توصيات نعمل عليها الآن وذلك لأهمية ودور المعهد فى المشاركة فى تطوير صناعة السينما وإلا ستظل محصورة فى الافلام التى تعتمد على الحوار فقط ولان السينما لها رؤية بصرية هذه اللغة من الممكن أن تتغير مع تغير الاجيال.
وما الذى تتوقعه حيال كيفية التعامل مع الأجيال الجديدة من خلال التطوير؟
المبنى تم تجهيزه بأحدث الاجهزة التكنولوجية السينمائية على مستوى العالم بخلاف انها قابلة للتطوير، وهذا مهم للغاية حتى يظل التطوير مستمرا وإلا سيكون هناك إهدار للأموال.
هل سيقتصر التطوير على العملية التعليمية؟
هناك توجه بان يستفيد من هذه التكنولوجيا كل القائمين على صناعة السينما مما يمثل اهمية فى التطوير المستمر دون تحميل أعباء على الدولة مرة اخرى ويجعل الطالب يحتك بتجارب عملية من خلال التعامل مع خبرات صناع السينما الذين يستخدمون هذه التكنولوجيا والتى ستكسبه خبرات عملية بجانب الدراسة وبالتالى سيصبح لدينا خريجون على اعلى مستوى فنحن نستهدف دائما ان يكون خريج معهد السينما قادرا على العمل فى اى مكان وفى جميع التخصصات.
وما هى الأقسام القابلة للتطوير ؟
هناك بعض الاقسام العملية وبعض الاقسام النظرية قابلة لاستخدام التكنولوجيا الحديثة منها قسم المونتاج فهو يحتاج الى ان يطور من التكنولوجيا التى لديه، وكذلك التصوير والصوت والأخطر الرسوم المتحركة والجرافيك، وحتى قسم الديكور الذى يحتاج احيانا الى عمل ديكورات جرافيك بسبب عدم توفير اموال.
وإذا نظرنا الى قسم المونتاج سوف نجد فى المبنى الجديد وحدات للمونتاج على اعلى مستوى لان جانبا منه يعتمد على الفكر والجانب الآخر يعتمد على التكنولوجيا من خلال التطبيق العملي، فبجانب الجزء النظرى الذى يدرسه الطالب لابد عندما يطبقه أن يجد أجهزة حديثة.
وكذلك الكاميرات لن يتم تخريج طالب يعمل على كاميرا واحدة فقط، وأيضا الاضاءة إذ نعتمد على الاضاءة الموفرة للطاقة «ليد»؛ لأنها نظيفة وليس لها حرارة واستهلاكها أقل بخلاف أن صيانتها اقل.
وإذا نظرنا الى قسم الصوت سنجد المؤثرات الحية، وهى من العناصر المهمة ففى المبنى الجديد جهزنا أستوديو (فولي) بأحدث الاجهزة لاستخدام طالب قسم الاخراج والصوت وبذلك نخرج كوادر قادرة على صناعة فيلم بجودة عالية.
ومن الممكن ان يعمل الطالب بعد تخرجه فى المعهد وأن يعلم الطلاب الجدد وهنا تتواصل الاجيال لان خريج المعهد يكون قد اكتسب خبرات من خلال عمله فى الخارج وبالتالى يستفيد منه المعهد.
أيضا أنشأنا وحدة «جرافيك وأنيميشن» وعملنا «وورك ستيشن «محطة» لأنه فى السابق كان يعتمد على الفرد الواحد فنجده هو نفسه من يضع الفكرة ويرسم الشخصيات ويلونها برغم ان المنظومة تعتمد على فريق متكامل لذلك نجد مستوى الرسوم المتحركة فى الخارج بلغ مستوى متميزا جدا، وأيضا عملنا معامل للكمبيوتر.
أخيرا، لماذا لم يتم الافتتاح حتى الآن؟
كان مقررًا للافتتاح شهر ديسمبر الماضي، ولكن لظروف جائحة «كورونا» تم التأجيل برغم جاهزية المبنى بنسبة كبيرة .
رابط دائم: