رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

بالمصرى
البدرى فرغلى.. نديم الغلابة!

طوال 74 عاما هى عمره، لم تعرف يده نعومة، ولا راحة، ولا سرقة، ولا استرزاقا، فكما وُلد، غادر!. البدرى فرغلى الذى لاقى ربه الإثنين الماضى، يمكن أن تلقبه بأنه واخد بيد الغلابة والساعى على أصحاب الحاجات، لم أعرفه شخصيا لكنه يجبرك على تصديقه، كلما رأيت حماسته فى تصريح تليفزيونى، أو صحفى، ودفاعه المستميت عن حقوق الناس، لم نر عليه تملقا لنخبة، ولا لرجال أعمال، ولا لسلطة، ولم نلحظ عليه ثراء مفاجئا. لم يدع أنه مناضل يسارى كما يفعل كثير منهم!، وكان يعترف بأنه لم يكن يعرف شيئا عن الاشتراكية وحين دخل السجن التحق برموز اليسار المصرى وصار واحداً منهم. بدأ حياته بالمشاركة فى المقاومة الشعبية وعمره ١٨ عاما، ومثل بورسعيد فى البرلمان لأربع دورات متتالية، والده كان عاملاً بالشحن والتفريغ فى الميناء، يقول فى تصريحات له: لم أعرف طوال طفولتى وشبابى معنى الترفيه. ويتحدث عن حياته قائلاً: أنا واحد من الناس، مش بإيدى أترشح! اتفرض عليا، مدفعتش جنيه علشان أدخل البرلمان، قبلها كنت عضو مجلس محلى. ويتحدث عن نصيحة والدته له قائلاً: إن كنت هتتكلم متسرقش، وإن كنت هتسرق متتكلمتش. فرغلى الذى تشكلت خلفياته الثقافية والفكرية بعمق وفهم وانسانية، رغم أنه لم يتجاوز الشهادة الابتدائية، استطاع أن يخوض معارك عدة فى ساحات القضاء من أجل أصحاب المعاشات، وفى عهد مبارك، وقف ضد صفقات الخصخصة وتصدى للحكومة حين باعت بأسعار زهيدة مساحات كبيرة من الأراضى، مع مصانع الحديد، وطردت آلاف العمال تحت نظام المعاش المبكر!.

فرغلى مارس النضال السلمى والقانونى، من أجل الحقوق والحرية، بشرف، وتجرد. رحم الله البدرى فرغلى، نديم الغلابة.


لمزيد من مقالات ◀ أيمن المهدى

رابط دائم: