-
مدير المرور: تشوه الإسكندرية بعد اختيارها أفضل وجهة سياحية فى العالم
-
مدير المباحث: يتسترون وراء التسول للقيام بأفعال إجرامية
ظاهرة «مقيتة» انتشرت فى جميع ربوع عروس البحر الأبيض المتوسط ، أهم سكندريات العالم، وباتت تحتل إشارات المرور، لتحقيق مكاسب طائلة فيما وصفها بعض المتخصصين بـ»أصحاب الثراء السريع»، إنها ظاهرة التسول اللحوح لم تخل إشارة مرورية واحدة فى المحافظة من المتسولين الذين باتوا يبتكرون حيلًا غير تقليدية للحصول على «الجنيه»، غير عابئين بما يسببونه من ضرر للمدينة باعتبارها مقصدا سياحيا مهما للداخل والخارج، تزامنا مع اختيارها من قبل موقع «تريب أدفايزر» الذى يعد أكبر منصة للسفر فى العالم، كأحد أفضل الوجهات السياحية الرائجة على مستوى العالم لعام 2021.
حيل كثيرة ابتكرها متسولو الإشارات الحمراء، فتارة تجدهم يمسكون لافتات ورقية يكتبون عليها عبارات دراماتيكية لاستعطاف واستجداء المارة وأصحاب السيارات، وتارة أخرى يمسكون «فوطة» لمسح زجاج السيارات للحصول على المال، وما يزيد الأمر استهجانا واستغرابا أن المتتبع لأوضاعهم يجدهم من أصحاب الأموال ولديهم ثروات طائلة لا تتناسب مع أوضاعهم الحياتية الناتجة عن «الشحاذة»، ما يجعل الأمر «منفرا» للجميع منهم باعتبارهم غير مستحقى الصدقة والعطف، خاصة ان مفتى عام السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء ورئيس اللجنة الدائمة للبحوث العلمية الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ؛ أفتى بمنع إعطاء الأموال للمتسوّلين الموجودين عند إشارات المرور الضوئية؛ واصفاً إياهم بأنهم كذّابون متلاعبون، وأنه لا يجب دفع المال لهم ولا إعطاؤهم شيئاً حتى لا تتم إعانتهم على الشر.
الدكتور إسماعيل سعد أستاذ علم الاجتماع فى جامعة الإسكندرية، قال لـ»الأهرام»: إن ظاهرة التسول فى الإشارات أصبحت مهنة من لا مهنة له، حيث برع أصحابها فى كيفية «تقليب الزبون» والحصول على المال بأى شكل وبكل شكل، مما جعلها ظاهرة مقيتة تشوه صورة الإسكندرية السياحية وتضر بها أمام العالم.
وأضاف أن متسولى الإشارات يبتكرون حيلا غير تقليدية، من بينها الوقوف بلافتة ورقية مكتوب عليها عبارات دراماتيكية عن الحالة الصحية لصاحبها وأسرته ما يتطلب مساعدته على الفور، فضلا عن ارتداء الملابس الرثة البالية خاصة فى فصل الشتاء ما يدفع أصحاب القلوب الرحيمة الى مساعدتهم الأمر الذى يجعل وضع المال فى غير موضعه الحقيقى لمساعدة المحتاجين بالفعل، فضلاً عن قيام البعض بالإمساك بـ»الفوطة الصفراء» لمسح زجاج السيارات للحصول على المال.
وقال اللواء أمجد أنور مدير الإدارة العامة لمرور الإسكندرية :إن ظاهرة التسول تحت ستار البيع فى إشارات المرور من خلال بعض الأطفال والنساء، أصبحت ظاهرة يومية سيئة ومنتشرة فى مدينة الإسكندرية بشكل «مقزز»، لا سيما أمام المستشفيات والمصالح الحكومية حيث يتزايد أعداد المارة من المواطنين ، محذرا من خطورة الظاهرة باعتبارها تشكل مظهرا سلبيا على المدينة السياحية خاصة أنها مقصد مهم من المقاصد السياحية على مستوى العالم.
وأضاف أن الوضع لا ينطوى على البيع والشراء فقط وإنما هى طريقة من طرق التسول وإن لم يكن تسولا علنيا من خلال بعض الشباب والرجال.وقد يلجأ البعض منهم إلى تشويه أجسادهم ليظهروا من ذوى العاهات، وكذلك من النساء المصطحبات معهن أطفالا صغار السن لاستعطاف واستجداء الناس مما ينطوى على طرق احتيالية ونصب غير تقليدية، مشددا على ضرورة اختفاء الظاهرة تزامنا مع اختيار الإسكندرية كأفضل وجهة سياحية فى العالم لعام 2021.
أما اللواء محمد عبد الوهاب، مدير مباحث الإسكندرية، فقال :إنه يتم تسيير حملات دورية فى توقيتات مختلفة للقضاء على الظاهرة، التى باتت تشكل مظهرا غير حضارى بالمرة فضلاً عن كونها تسبب أذى معنويا ونفسيا للمواطنين.
وشدد مدير المباحث على ضرورة اتخاذ المواطنين موقفا من المتسولين ومنع إعطاء أى أموال لهم حتى لا يكون ذريعة للبقاء فى إشارات المرور واحتلال الأرصفة بشكل يسيء الى المدينة السياحية، محذرا من تستر المتسولين تحت التسول للقيام بأعمال إجرامية تضر المجتمع ككل مثل الأعمال المنافية للآداب والسرقة والشعوذة وامتهان التسول كحرفة لهم لتكوين الثروات بشكل سريع.
رابط دائم: