رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

كل يوم
قطار الموت السريع!

لم تعد في العيون دموع تنسال من مقائيها بعد أن ازدادت سرعة قطار الموت في الشهور الأخيرة سواء بسبب الوباء اللعين أو بغيره من الأمراض المستعصية «تعددت الأسباب والموت واحد».. فلا يكاد يمر يوم دون نبأ حزين ينعي أخا أو صديقا أو رفيق طريق وقد كان صفوت الشريف هو النبأ الأخير الذي جعلني أسترجع شريطا طويلا من الذكريات مع مسيرة رجل من أخلص الرجال في خدمة وطننا العظيم وبصرف النظر عن اختلافات الرؤي وتباين التوجهات فتلك هي السياسة وهذا هو ثمنها.

كلنا راحلون ولن تبقي سوي الذكري المدونة في قاموس الإنجاز والإخفاق طوال مسيرة الحياة... ومن فضل الله أنه عندما خلق الموت والفراق فقد خلق معه النسيان حتي يستطيع الإنسان الحزن لوقت قليل ثم النسيان وتكملة المشوار فهذه هي سنة الحياة.

بمثل هذه الكلمات أراجع نفسي كلما رحل صديق عزيز لكي أزداد يقينا بأن الحياة رحلة وأن لكل رحلة نهاية وإلا فأين الملوك وأبناء الملوك ممن كانت تخر لهم الأذقان إذعانا فالموت ليس له كبير وليس مرتبطا بالعمر أو بصحة البدن فكم من مرة اختطف الموت صغارا قبل الكبار وأصحاء قبل المرضي ورحم الله سيدنا علي بن أبي طالب الذي قال:«النفس تبكي علي الدنيا وقد علمت أن السعادة ترك ما فيها.. لا دار للمرء بعد الموت يسكنها إلا التي كان قبل الموت بانيها.. فإن بناها بخير طاب مسكنه وإن بناها بشر خاب بانيها.. أموالنا لذوي الميراث نجمعها ودورنا لخراب الدهر نبنيها.. أين الملوك التي كانت مسلطنة حتي سقاها بكأس الموت ساقيها».

إن المرء لن يبقي منه بعد الموت غير ذكراه الحسنة وكم من العظماء والبسطاء ممن غيبهم الأجل وطواهم الموت وما زالت أعمالهم الناجزة وبصماتهم الحميدة تبعث في المجالس طيبا وأريجا يحمل الناس علي عمل الخير وفعل الجميل والاقتداء بالحسن من السلوك والعطاء!

يقول الشاعر: قد مات قوم وما ماتت مكارمهم وعاش قوم وهم في الناس أموات.. إن قيل مات فلم يمت من ذكره حي علي مر الأيام باق!

وليس أبأس ممن قضي عمره بلا عمل نافع ولا خلق حسن ولا أثر صالح... يموت أناس فلا بؤس علي فراقهم ولا يحزن علي فقدهم ويحق عليهم قول الله تعالي في سورة الدخان: «فما بكت عليهم السماء والأرض ...» صدق الله العظيم.

يقول الرسول عليه الصلاة والسلام: «سبع يجرى للعبد أجرهن وهو فى قبره بعد موته.. من علم علما أو أجري نهرا أو حفر بئرا أو غرس نخلا أو بني مسجدا أو ورث مصحفا أو ترك ولدا يستغفر له بعد موته».

خير الكلام:

<< الموت باب وكل الناس داخله ياليت شعرى بعد الباب ما الدار!

[email protected]
لمزيد من مقالات مرسى عطا الله

رابط دائم: