(فى تاريخنا وحاضرنا.. أيام وأسماء وأحداث وإيجابيات وإنجازات وأبطال وبطولات لا تُنسى ويجب ألا تُنسى.. ومسئولية الإعلام أن يبعدها عن النسيان ويبقيها فى دائرة الضوء.. يقينًا لنا.. بأن الأبناء من نفس جينات الآباء.. قادرون على صناعة الإعجازات.. ويستحيل أن يفرطوا فى حق الوطن.. مهما تكن التضحيات).
>> فى حرب أكتوبر 1973 كل يوم من أيامها بل كل ساعة من وقتها كانت لها أهميتها البالغة.. ومع ذلك!.
هناك أيام بعينها.. كل ساعة منها صنعت.. أحداثًا فارقة غيرت كل ما كان قبلها وأثرت على كل ما جاء بعدها...
سيد هذه الأيام دون شك.. السبت 6 أكتوبر 1973 العاشر من رمضان!. يوم فارق فى تاريخ أمة بأكملها وحاسم فى الصراع القائم من عام 1948 ورد اعتبار للعسكرية المصرية وسقوط لأكذوبة الجيش الذى لا يقهر!.
أعظم ساعات هذا اليوم.. ساعة الصفر فى الثانية ظهرًا.. بداية الحرب بالضربة الجوية لـ220 طائرة دمرت 90 فى المائة من الأهداف المحددة لها فى عمق سيناء.. تلاها أكبر قصف نيرانى لمدفعية شهدته حرب.. شارك فيه 2000 مدفع ضربت 3000 طن ذخيرة فى 53 دقيقة بواقع 175 دانة فى الثانية!. فى الـ60 دقيقة الأولى من الحرب.. تم تنفيذ 100 أمر قتالى.. ما بين إبرار بحرى لقوات برمائية وإبرار جوى لقوات خاصة ومفارز تقتحم القناة فى قوارب فى مهام خاصة مختلفة.. منها استطلاع وأخرى دوريات صاعقة لنصب كمائن للعدو فى عمق سيناء وثالثة لمحاصرة نقاط بارليف ورابعة لمنع دبابات العدو من الصعود إلى المصاطب المعدة لها على الساتر الترابى وخامسة نقاط ملاحظة مدفعية وسادسة مهندسين عسكريين.. إلى آخر الـ100 أمر تحرك لقوات خلال الـ60 دقيقة الأولى من الحرب!.
فى أول ساعة حرب.. وحدات جيش مصر المختلفة تنفذ.. أمرًا قتاليًا.. بدقة وتناغم ونجاح!. فعلاً الجواب يتعرف من عنوانه!.
هذه حرب مخطط لها بعبقرية!. ليس هذا كلامى.. إنما كل التعليقات الصادرة عن خبراء العسكرية فى العالم.. المذهولين من العقلية المصرية التى فكرت وخططت ونفذت بنجاح مذهل.. أصعب اقتحام مدبر لمانع مائى فى تاريخ الحروب!.
هذه العبقرية بصماتها واضحة على امتداد 170 كيلومترًا على جبهة القتال.. فى الساتر الترابى الذى تمزقت أشلاؤه بـ81 فتحة.. وسطح القناة الذى غطته المعابر والكبارى فى لا وقت.. بعتاد ومعدات تخطاها الزمن بزمن.. وفى حصار وإسقاط أقوى خط دفاعى عرفته العسكرية فى العالم!.
هذه العبقرية العسكرية المصرية.. تأكدت فى يوم آخر فارق فى حرب أكتوبر!. يوم 8 أكتوبر الذى خططوا هم.. لإنهاء الحرب فيه.. بالهجوم المضاد الذى تنطلق فيه دبابات العدو إلى أن تصل القناة وتقتحمها إلى الغرب وتحتل الإسماعيلية والسويس.. ويعود الجيش الذى لا يقهر إلى إملاء الشروط والمهزوم الذى احتلت له مدينتان فى نصف يوم.. يستسلم ويصغى وينفذ.. إلا أن!.
الهجوم المضاد انكسر وانهزم وانفضح.. والدبابات التى كان مخططًا لها أن تطوى أرض سيناء وتتخطى القناة.. تدمرت واتحرقت فى المصيدة التى نصبتها الفرقة الثانية مشاة العظيمة لها!. خسائر هذا اليوم الفادحة للعدو.. فى الدبابات وفى الأرواح وفى السمعة العسكرية.. سمعة الجيش الذى لا يقهر!. هذه الخسائر الفادحة.. تجلت فى رؤيتهم لما حدث لهم فى يوم 8 أكتوبر!. هم من أطلقوا فى إسرائيل على هذا اليوم تعبير.. الاثنين الحزين!.
الأيام الثمانية الأولى للحرب.. من 6 أكتوبر حتى 13 أكتوبر.. الانتصارات كاسحة للجيش المصرى.. هو الذى يتقدم ويحتل والعدو هو من يتخلى عن مواقعه ويتقهقر!.
بعد يوم الاثنين الحزين.. أطلقت جولدا مائير استغاثتها الشهيرة عبر مكالمة تليفونية مع الرئيس الأمريكى نيكسون.. قائلة له وهى تبكى: أنقذوا إسرائيل!.
صرخت وبكت يوم 8 أكتوبر مساءً.. وصلت الدبابات والطائرات الأمريكية بأطقمها يوم 13 أكتوبر مطار العريش!. ترسانة سلاح أمريكا فتحت أبوابها.. بالعتاد وأطقم هذا العتاد.. متطوعين كانوا أو مرتزقة.. المهم أنهم جاءوا ليحاربوا فى جيش إسرائيل من يوم 14 أكتوبر.. الذى انقلبت فيه الموازين بعد أن دبت الروح فى جسد الجيش الذى انقهر.. وكيف لا يحدث هذا.. وأحدث ما فى ترسانة أمريكا العسكرية وصل إلى سيناء.. وطبيعى ومنطقى أن تكون محصلة المرحلة الثانية للحرب من 14 حتى 20 أكتوبر لمصلحة العدو.. الذى نجح فى الوصول إلى غرب القناة.. بصرف النظر عن خسائره الفادحة فى معارك الأيام السبعة هذه.. ولكن!.
العبقرية العسكرية المصرية الجبارة.. فى لا وقت تقريبًا وفى غياب أى إمداد.. وفى ظروف المتاح من عتاد وذخائر بعد 15 يوما قتالا.. ثمانية فى المرحلة الأولى وسبعة فى المرحلة الثانية.. فى مواجهة عدو يتم تعويض خسائره قبل أن يأتى يوم جديد!. الطيران الأمريكى فى الجسر الجوى لم يتوقف من يوم 13 أكتوبر عن الهبوط فى مطار العريش.. حاملاً الدبابات والصواريخ المضادة للدبابات والأجهزة الإلكترونية الحديثة وأطقم التشغيل!. رسالة دعم هائل بلا سقف ودون توقف لأجل حسم الحرب لمصلحة العدو.. ولكنه حسم لم يحدث.. لأن الأرض الطيبة يحميها خير أجناد الأرض!.
العبقرية المصرية حققت المستحيل.. وهى تقوم بتعديل جذرى وإعادة تنظيم لقوات الاحتياطى الاستراتيجى غرب القناة.. وتفاجأ أمريكا بقوة عسكرية جبارة غرب القناة.. مشاة ومدرعات ومدفعية وقوات خاصة.. تحكم قبضتها وحصارها على شريط الثغرة من الدفرسوار حتى الأدبية.. وعليه!.
السبعة أيام قتال التى حقق فيها العدو الثغرة ونجح فى فتح ممر ما بين الجيشين وأصبح له جسر فى الدفرسوار.. الأيام السبعة هذه انتهت!. المد الذى حدث بدأ فى الانحسار لأن الجزر بدأ.. من يوم 20 أكتوبر حتى 24 أكتوبر!.
هى خمسة أيام تراجع للعدو.. مليئة بالمواقف والأحداث واللحظات الفارقة.. فى مسرح الأحداث على جبهة القتال غرب القناة.. وخارجيًا فى مجلس الأمن وموقف القوتين الأعظم.. الاتحاد السوفيتى وأمريكا!.
خارجيًا.. حسابات معقدة تحكمها المصالح فى المقام الأول!. التفاهمات بين الكبار.. أسفرت عن قرار وقف إطلاق نيران من مجلس الأمن.. كالعادة العدو لم يحترمه واخترقه يوم 23 أكتوبر على أمل احتلال السويس بحثًا عن عمل عسكرى يحافظ به على ماء الوجه!. الهجوم على السويس فشل.. وخير ختام يبحثون عنه للحرب.. تحول لأسوأ ختام.. والعدو الذى دخل السويس لاحتلالها.. تدمرت دباباته وتبعثرت قواته.. وهو من استغاث بمجلس الأمن لأجل قرار وقف إطلاق نار جديد.. بمقتضاه أخرج المصابين والقتلى والفارين المختبئين.. أخرجهم يوم 24 أكتوبر من السويس فى حماية الصليب الأحمر ورقابة مجلس الأمن!.
الخمسة أيام قتال من 20 حتى 24 أكتوبر.. كان مخططًا لها احتلال الإسماعيلية والسويس خلالها!. شارون بفرقة مدرعة مدعوم بنيران الطيران والمدفعية.. قام بأول هجوم على الإسماعيلية يوم 20 أكتوبر.. وفشل وتراجع!. يوم 21 المدفعية لم تترك مترًا واحدًا دون قصف نيرانى هائل للمنطقة التى ستتقدم الفرقة المدرعة فيها لأجل دخول الإسماعيلية.. انتهى القصف وبدأت الدبابات فى التحرك والتقدم.. لتفاجأ بنيران الصاعقة وكأن الأرض انشقت وخرجوا منها.. ومع الإصابات المباشرة للدبابات.. يفشل الهجوم وينسحب شارون!. يوم 22 أكتوبر الهجوم الثالث وأيضًا الانكسار الثالث والأخير للفرقة المدرعة التى صرفت النظر عن حكاية الإسماعيلية.. حفاظًا على أرواح من تبقوا أحياء منها!.
ونفس المشهد بإخراج مختلف.. تكرر يوم 23 أكتوبر ومحاولة فرقة أدان المدرعة احتلال السويس.. وصرف النظر رغمًا عن أنفهم.. بعد الخسائر الفادحة التى وقعت!. باختصار الأيام الخمسة هذه.. كانت فاتحة خير للمرحلة الثالثة من الحرب.. التى فيها العدو.. ورط نفسه بنفسه فى شريط الثغرة.. ودون أن يعى وهو يبحث عن عمل عسكرى يعدل به الموقف القائم.. فوجئ بأنه محاصر فى شريط الثغرة.. وفوجئ بأن مساحات كثيرة من الأرض المحاصر فيها.. هضاب ومرتفعات لا تسمح بمعارك دبابات.. والأسوأ على الإطلاق!.
التداخل بين قوات العدو وقواتنا.. حرم العدو من مدفعيته ودباباته وطيرانه!. يعنى طبيعة الأرض وتداخل القوات فى أغلب مساحات الثغرة.. ألغت دور المدفعية والدبابات والطيران.. وهذه ميزة هائلة لنا وكارثة بكل المقاييس لهم.. لأن المعركة القادمة فى أغلب الثغرة.. ستكون بالسلاح الخفيف والسلاح الأبيض ومعارك رجل لرجل.. وهذا ما نتمناه نحن ويخشونه هم!.
قصدت أن أشرح لحضراتكم باستفاضة وتفاصيل التفاصيل.. الموقف على أرض الواقع فى جبهة القتال.. خلال المراحل الثلاث للحرب.. وردود الفعل دوليًا.. ما بين تدخل سافر واضح معلن من الحليف الأمريكى لإسرائيل.. وتدخل محسوب لا يخل بالتوازنات من الحليف السوفيتى لنا.. وهذا ما حدث فى المرحلة الأولى من 6 حتى 13 أكتوبر والثانية من 14 إلى 20 أكتوبر.. وفجأة!.
الأمور تدهورت بسرعة غريبة بين القوتين الأكبر فى العالم.. ابتداء من 21 وحتى 24 أكتوبر!. على خلاف ما كان العالم يتوقع.. فى الخمسة أيام قتال.. إسرائيل هى التى بدأت وهى التى كسرت وقف النيران مرتين.. وهى التى فشلت وخسرت ولم تحقق انتصارًا واحدًا!.
الموقف على أرض المعركة.. لنا لا علينا!. الاتحاد السوفيتى «مشكورًا» «كهرب» الجو فجأة.. ببيان للرئيس السوفيتى بريجنيف.. يندد بالعدوان الإسرائيلى ويهدد بأن الاتحاد السوفيتى سيضطر ليقرر منفردًا اتخاذ الخطوات الضرورية لتأكيد وقف النيران!.
ملاحظة: أمر طيب أن يأخذ حليفنا موقفًا.. إلا أنه جاء متأخرًا.. لأن العدو كسر وقف النيران بالفعل وهاجم وتوقف.. ليس استجابة لأى ضغوط.. إنما لأننا أجبرناه بقوة نيراننا وفداحة خسائره.. على التوقف والهروب من جحيم اسمه الإسماعيلية والسويس!.
يوم 22 أكتوبر.. بعد أن خرجت قوات العدو.. الجريحة والمقتولة والهاربة.. من السويس فى حماية الصليب الأحمر وتحت غطاء قرار مجلس الأمن الجديد 839.. بعد أن وضحت الصورة تمامًا فى جبهة القتال.. أرسل الرئيس السوفيتى رسالة أخرى للرئيس الأمريكى.. يطالب فيها بأن تعمل القوتان معًا.. بإرسال قوات مسلحة مشتركة من الدولتين إلى منطقة الصراع.. وتكون مهمة هذه القوة.. التأكد من تطبيق قرارات مجلس الأمن.. ولابد من تنفيذ ذلك دون تأخير.. وفى حالة عدم تحقيق هذا.. فإننا سوف نرى ما يمكن عمله منفردين.. وفى كل الأحوال لا نقبل أن تتصرف إسرائيل بطريقة تعسفية معتمدة على تأمين أمريكا!.
الإنذار السوفيتى للأمريكان.. تزامنت معه معلومات للمخابرات الأمريكية الله وحده الأعلم عن صحتها.. بتحركات كثيرة للأسطول السوفيتى فى البحر الأبيض.. ووجود طائرات ضخمة فى البحر محملة بالجنود السوفيت!.
أمريكا ردت على الإنذار السوفيتى.. بإجراء عملى وليس ردًا بخطابات!. أعلنوا حالة التأهب من الدرجة الثالثة وهى حالة الاستعداد للعمليات.. وتعليمات للفرقة 82 الأمريكية المحمولة جوًا والمتمركزة فى ألمانيا الغربية أن تستعد.. وتوجيه حاملة الطائرات جون كيندى من المحيط الأطلنطى إلى البحر الأبيض.. ومع كل هذه الإجراءات.. دعوة إلى حلف الأطلنطى للاجتماع!.
فى كل هذه السخونة المفتعلة.. تقدمت دول عدم الانحياز بمشروع إلى مجلس الأمن.. بموجبه صدر القرار 340 بإنشاء قوة طوارئ دولية لمراقبة وقف إطلاق النار.. وقد وصلت هذه القوات بالفعل.. واتخذت أوضاعها للفصل بين القوات!.
على الورق.. يوجد قرار رسمى بوقف النار.. وعلى الأرض توجد قوة طوارئ.. والحقيقة هذه إشكالية قبولنا لها والتزامنا بها.. كارثة!. ليه؟.
لأن قوات العدو التى نحاصرها فى شريط الثغرة.. وقف إطلاق النار بالنسبة لها.. غاية المراد من رب العباد!. أوضاعها على الأرض.. تجعلها غير مستعدة نهائيًا لأى اشتباكات.. لأنها من وجهة النظر العسكرية.. قوات محاصرة فى عداد الأسرى فيما لو اندلعت النيران.. وعليه!.
العدو يريد وقف النار ويريد قوات الطوارئ.. لأجل أن يتفاوض من منطلق احتلاله 60 كيلومترًا فى غرب القناة.. وليس لأنه محاصر فى هذه الثغرة!.
الأمر مختلف جذريًا بالنسبة لنا!. وقف النار معناه.. موافقة منا على تثبيت أوضاعه فى الثغرة والتفاوض من موقف قوى.. ولهذا!. تعليمات القيادة للقوات المكلفة بتصفية الثغرة.. بدء حرب الاستنزاف الثانية (80 يومًا).. مثل حرب الاستنزاف الأولى (500 يوم) لأجل ألا يهنأ لحظة بالأمان!. بطبيعة الحال كانت حرب الاستنزاف الثانية.. أسهل مليون مرة من حرب الاستنزاف الأولى.. التى بدأت بعد أن مضى على العدو قرابة السنتين فى سيناء.. خلالها أقام خط بارليف المكون من 31 نقطة قوية من لسان بورتوفيق جنوبًا حتى بورفؤاد شمالاً.. وأقام تجهيزات جبارة للنقاط الحاكمة المختلفة على امتداد الجبهة.. وقام بتأمين كل خطوط إمداده.. واستفادة هائلة بأحدث أجهزة الاستطلاع من ترسانة السلاح الأمريكية.. والطائرات المجهزة بالأحدث.. وتمسح الجبهة صباحًا ومساءً لرصد أى اختراقات.. ورغم كل هذه الاستحكامات.. الـ500 يوم حرب استنزاف.. من البر والبحر والجو.. كانوا فعلاً 500 يوم جحيم على العدو وليس استنزافًا للعدو!.
حرب الاستنزاف الثانية فى الثغرة.. أسهل وأمتع وأسرع!. عدو هو أصلاً مرعوب خِلْقَة.. ومرعوب زيادة لأنه محروم من طيرانه بسبب تداخل قواتنا وقواته فى الثغرة!. العدو من غير طيران.. يتيم على الأرض!. وحكاية.. راجل لراجل دى رَعْبَاه!. يوميًا اشتباكات لسنا رد فعل فيها!. يوميًا عمليات ضد مواقع العدو!. ممنوع قيام العدو بأى تجهيزات هندسية فى مواقعه.. نريده على هذا الوضع عندما تبدأ العملية شامل!.
فى منطقة أم كتيب.. قاعدة هيكلية للدفاع الجوى.. العدو احتل نصفها ونحن النصف الآخر!! حاول العدو أن يقيم ساترًا بالرمال يحتمى وراءه!. «الجريدر» الضخم يزيح الرمال ويرفعها لإقامة الساتر.. وحرصه بالغ على ألا يظهر أمامنا.. وفى المقابل نحن لم نُعِرْ الأمر اهتمامنا لأجل أن يطمئن لنا.. ويوم ورا يوم اطمنوا والجريدر بدأ يظهر على الساتر ويتقدم عليه ويلف ويدور ويهبط.. وما إن حدث!. أبلغنا قيادة اللواء فى وادى العشرة.. وتولى الأمر المقدم حمادة عبدالحفيظ رئيس مدفعية اللواء.. وحضر للاستطلاع مرة.. وفى الثانية تم تدمير الجريدر وإرسال أربعة من العدو للآخرة!.
من بعدها لا هذا الموقع ولا أى موقع للعدو فى نطاق قوات لواء المظلات.. فكروا أنهم يبنون طوبتين فوق بعض!.
ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين.. صدق الله العظيم. الثغرة التى هللوا لها وحاولوا إقناع الرأى العام الإسرائيلى بأنها علامة انتصارهم فى حرب أكتوبر.. فوجئوا بأنها أكبر ورطة دخلوا بأنفسهم فيها!. خسائر يوميًا لا تطاق فى حرب الاستنزاف.. وكارثة عسكرية تقصم ظهر إسرائيل فيما لو نفذت مصر العملية شامل لتصفية الثغرة!.
لمزيد من مقالات إبراهيـم حجـازى رابط دائم: