رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

القلوب فى القرآن الكريم

إذا كان الجسد يتطهر بالماء، فإن القلب يتطهر بقيم كتاب الله وكلماته التامات، ففى القرآن الكريم جلاء القلوب وهدايتها من أمراض النفس البشرية من شرك وحقد وحسد وطمع وشح وكبر، والتى محلها القلب وركزت شريعة الإسلام على علاجه، لقوله صلى الله عليه وسلم: إن فى الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهى القلب. واستخدم القرآن الكريم المجاز ومترادفات اللغة بشكل معجز مشيرًا إلى القلب بمعانٍ عدة فهناك القلب المطمئن والوجل والمتدبر والقاسى والمريض ..إلخ، وبحسب الباحثة د.عامر شيخونى (وردت كلمة القلب ومشتقاتها فى القرآن الكريم فى أكثر من موضع بمعنى العقل واللب والفؤاد، إذ ورد: ختم على قلوبهم 14 مرة، فى قلوبهم مرض 12 مرة، لتطمئن قلوبهم 7 مرات، قست قلوبهم 6 مرات، سنلقى فى قلوبهم الرعب 5 مرات، فى قلوبهم زيغ 4 مرات، ألف بين قلوبهم 4 مرات، علم ما فى قلوبكم 4 مرات، جعلنا على قلوبهم أكنة 4 مرات، وجلت قلوبكم 3 مرات، ليربط على قلوبكم 3 مرات، وقد وردت كلمة اللب 16 مرة وكلها بمعنى يا أولى الألباب أى يا أصحاب العقول والأفهام. ووردت كلمة الفؤاد 16 مرة بمعنى العقل والفهم).

واختلاف المعانى بتنوع الآيات وأسباب التنزيل من الإعجاز اللغوى القرآني، ففى قوله تعالى: «فِى قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا» (١٠ البقرة) تدلنا الآية على صفة لقلوب المنافقين، فهم مرضى بالرياء والنفاق والرجس، وهى أسوأ الأمراض الروحية وأكثرها شيوعًا، وتتأصل غالبًا فى الطبع. وقد يتصف القلب بالإثم والفجور حين يكتم شهادة حق لقوله تعالى: وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ (٢٨٣ البقرة)، كما يتصف بالغشاوة فلا يرى الحق وهو ماثل أمامه، لأن الله ختم الذنوب على قلوب هؤلاء وأسماعهم وأبصارهم فالتصقت بها، كما فى قوله: «خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ» (٧ البقرة)، وربما اتصف القلب بالجفاف والتيبس حتى يصير كالحجارة مثلما حدث مع اليهود الذين غلظت قلوبهم وخلت منها الرحمة «ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذلك فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ» (٧٤ البقرة)، وهو وصف دقيق فلم يصف المولى قلوب اليهود بالحديد الذى هو أشد قوة من الحجارة، لأن الحديد يلين بالنار بينما لا تلين الحجارة قط، وفى المقابل قد يتسم القلب بالبحث عن الطاعة والإيمان والتثبت، وتلك هى صفة قلوب المؤمنين «رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً» (٨ آل عمران). وأفضل علاج للقلوب وحمايتها من النقائص والذنوب يوجزه دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم: اللهم مصرف القلوب اصرف قلوبنا إلى طاعتك.


لمزيد من مقالات أسامة الألفى

رابط دائم: