أزمتهم فى ضيق أفقهم الذى يجعلهم أسرى للماضى ومخاوفه ولا يسعون إلى معايشة الحاضر بواقعه أو التطلع إلى المستقبل بمتطلباته ولهذا فإن كل شيء يتغير ويتطور ويتجه نحو الأفضل إلا هذا التيار وما يحمله من أفكار جامدة.
الدنيا كلها تغيرت وهذا التيار لم يتغير والدليل على ذلك أنهم لا يريدون أن يصدقوا أن منهج الوصاية على العقول بالاستخدام السيئ للدين قد انتهى زمانه وأن شعار العصر هو شعار المواطنة بعد أن سقطت تماما رايات الطائفية وأعلام المذهبية ودعوات العنصرية.
أتحدث عن التيار الشارد المتأسلم الذى يجاهر بتبنى العنف والتطرف ويسبب الأذى للمسلمين فى كل بلاد الدنيا خصوصا فى بلاد المهجر التى نزحوا إليها بحثا عن الرزق والاستقرار وهربا من جحيم الظلم والاستبداد فى بلادهم الأصلية.
أتحدث عن الجماعة المحظورة التى خرج من عباءتها معظم هذه التيارات المتطرفة تحت شعار الدين بينما الحقيقة وراء الستار مطامع ومغانم فى امتلاك الثروة والسلطة وبسط النفوذ.
ومن حسن الحظ أن ما جرى فى مصر بعد ثورة 30 يونيو 2013 قد أدى بما لا يدع مجالا للشك انكشاف أكذوبة الشعبية التى قيل إن هذا التيار يتمتع بها حيث ثبت للعالم كله أن فى مصر شعب واع ومتنبه لمخاطر هذا التيار الذى لا يؤمن بالهوية الوطنية لمصر على عكس ما تعتقد الغالبية العظمى للمصريين وترى وطنها كبلد متطور ومنفتح ويحمل منذ فجر التاريخ رسالة حضارية وإنسانية خلاقة تحت شعار الدين لله والوطن للجميع.
من حسن الحظ أن شعب مصر كان له فضل السبق فى كشف الأسطورة المزيفة لهذا التيار المعادى لحركة التاريخ الذى لا تصلح معه المسالمة ولا المهادنة ولا حتى المساومة ومن ثم لا بديل عن المواجهة حتى نهزم التطرف ويندحر الإرهاب وينحسر الظلام ويعود النور والضياء ليرفرف على كل بلاد المسلمين!
ولابد أن نعترف بأن قطاعا من المصريين كانوا – لفترة من الزمن - معجبين بالجماعة وأذرعها قبل أن يسقط عنهم القناع خلال عام الرمادة الذى استولوا فيه على حكم مصر عام 2012 فظهروا على حقيقتهم ولم يكن فى رغبة قادتهم فى ذلك الوقت من شيء إلا محاولة الانفراد بالسلطة ومحاولة التسلط على الأمور بصورة مطلقة فى كافة المجالات وهو ما دفع المصريين للخروج الكبير فى 30 يونيو عام 2013 لإخراج مصر من قبضة هذا التيار الشارد!
خير الكلام:
<< التطرف الدينى يقود إلى الاستبداد السياسى.. كلاهما وجهان لعملة واحدة!
[email protected]لمزيد من مقالات مرسى عطا الله رابط دائم: