رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

رحيل موجع

رحل أحد أغلى أبناء مصر وأحد أعلى رموز قوتها الناعمة، الكاتب وكاتب السيناريو الكبير وحيد حامد ..ورغم حزننا العميق على فقدانه، فإن الأمل أن يبرز من بين الشباب من يسير على دربه ومن يكمل طريق الإخلاص للوطن والمواطن كما فعل هذا الكاتب الفذ الذى كشف التحولات المزعجة التى طرأت على المجتمع المصرى فى العقود الأخيرة الماضية، ونبه إلى خطورتها المدمرة، وهى صفحة طوتها فى ظنى ثورة الثلاثين من يونيو..ومن ثم، نبهت أعماله السينمائية والدرامية إضافة إلى مقالاته، إلى العديد من السلبيات التى تستدعى الخلاص منها واستعادة مصر لمكانها ومكانتها، ولم يغب سلاح قوتنا الناعمة عن وعى القيادة الجديدة كما تجلى ذلك فى أعمال فنية أبرزها مسلسل الاختيار، والذى أثبت حرص الملايين على متابعته عمق الأصالة المصرية، وكذلك فيلم الممر الذى جسد إصرار جيشنا على إزالة آثار العدوان الغادر بالتضحيات البطولية والإيمان بالوطن وقيم المواطنة التى حاولت الثقافة الصفراء طمسها وخداع الجماهير بعدم جدواها، كما عبر عن ذلك تنظيم جماعة الشر الإخوانية، وجاهر به، بوقاحة مفزعة، العديد من أبرز قادتها. ومنها القول الكريه، إن من يموت دفاعا عن الوطن، ليس شهيدا!!.

وحيد حامد مدرسة وطنية بالغة الأهمية وعلى إعلامنا إعادة بث أفلامه ومسلسلاته التى صاغت الوجدان المصرى الأصيل والتى تعرضت لهجوم شرس من قبل أعداء الوطن، خاصة أن الكاتب الكبير لم يجامل، لا سلطة ولا أصحاب نفوذ وفند مزاعم مروجى الفن الهابط بادعاء الجمهور عايز كده .. رغم رحيله، فسيبقى وحيد حامد حيا فى الضمير والوجدان الجمعى المصرى ونموذجا رائعا للمبدع المحب لوطنه والمؤمن بالسمات المصرية النبيلة التى توارت فى مواجهة الحملات المسعورة ضد الفن المصري، ولكنها ظلت قابعة فى انتظار إبداعات الشباب الأصيل، الذى شب على أعمال وحيد حامد، وأخرج للنور الاختيار والممر، بمساهمة العاملين فيهما، من اصغر عامل إلى أكبر مبدع وهو ما يؤكد أن بصمات كاتبنا الكبير الراحل رسخت فى الوجدان العام.. وأعماله معروفة ومحفورة فى العقل والقلب، ومنها أفلامه ضد الإرهاب وصانعيه وكذلك ضد التجاوزات التى عانى منها البسطاء، وقد عبر الفنان مدحت العدل عن ظاهرة وحيد بعبارة رائعة تقول، إنه كان يكتب وهو فى فندق خمس نجوم يطل على النيل ولكن عينه على الصياد البسيط فى قاربه فى ذلك النيل..ولا شك أن وجع رحيل أحد القامات المصرية والإنسانية الشامخة، سيظل طوال حياة كل محبيه الآن وفى المقبل من السنوات، جيلا بعد جيل، لكن إحياء إبداعاته، والعمل على ترسيخها فى وجدان شباب المبدعين المصريين، سيخفف من هذا الوجع وسيكون بمثابة رد الجميل لكاتب جميل، بكل ما تحمل الكلمة من معان ..رحم الله الفنان والإنسان الرائع البساطة، وحيد حامد، وعوض مصر وقوتها الناعمة عن فقدانه، بأن يتجلى فى الأجيال القادمة والتى تأثرت بعظماء جنودها فى جميع مجالات الإبداع والوطنية الصادقة..


لمزيد من مقالات فريدة الشوباشى

رابط دائم: