كانت المرة الأولى التى يتم فيها دمج القسمين فى قسم واحد وذلك بمعنى ضم الجزء العلوى من الصفحة الأخيرة ويحمل عنوان «حديث الصور» مع الجزء الأسفل والذى يحمل عنوان «من غير عنوان» بذلك تكون الصفحة الأخيرة لـ «الأهرام» هى صفحة كاملة.
هذا حدث منذ فترة طويلة ولم يحدث بعدها حتى الآن على الأقل، وكان ذلك عندما احتلت صور عادل إمام فى زيارته لأسيوط دعما للطلبة الشباب الذين تم التعدى عليهم بالضرب فى منطقة ساحل سليم لأنهم مارسوا الفن أى التمثيل الذى تعتبره الجماعة الإرهابية عملا ضد الدين والأخلاق.
كانت زيارة مهمة فى هذا التوقيت الذى لم يكن هناك الكثير من المواطنين لديهم الوعى بخطورة هذه الجماعة التى تمددت بعد ذلك إلى أن حسم الشعب أمره تجاهها فى 30 يونيو قبل 7 سنوات عندما وقف الشعب بأغلبية مذهلة ضد هذا التيار المدمر.
فى الصباح الباكر توجهت إلى محطة مصر لأستقل القطار الذى يضم فرقة الفنانين المتحدين مع زعيمها الفنان بالغ الذكاء عادل إمام. كمن يستعد لمعركة.. لا ندرى هل هى مأمونة الجانب أو محفوفة بالمخاطر.. فنحن نذهب إلى الصعيد وعاصمته أسيوط، حيث هناك عدد كبير من أولئك الذين تم خداعهم باسم الدين ليتحولوا إلى فئة إرهابية وكانوا وقتها فى البداية لكن شديدى الخطورة.
وصلنا إلى محطة أسيوط وكان هناك استعداد لاستقبال الفنانين والمساعدين من بعض أفراد الشرطة.
فى داخلى بصراحة كنت أخشى على عادل إمام بالذات فهو الكبير والمعروف تماما لهؤلاء من المتربصين بالفنانين، وبالذات الذين كانت لهم وقفة أو آراء صريحة ضد هذه الجماعات الإرهابية.
انتقلنا جميعا إلى الفنادق وكان مع كل منا أحد أفراد الشرطة وشعرت بمدى الإرهاق الذى كانوا فيه، حتى إننى بعدما وصلت إلى الفندق طلبت من الشرطى الذى معى أن يذهب ليستريح فى منزله وأننى لن أنتقل من الفندق إلا بعد أن أخبره بذلك.
مر وقت ليس بطويل ولكننى أحسست أنه طويل فأنا لا أستطيع أن أستريح وأذهب للفراش رغم أننى لم أحصل على كفايتى من النوم لألحق بقطار الصباح للذهاب إلى أسيوط.
المهم.. لم أجد ما أفعله غير أننى نزلت من الفندق إلى الشارع لأجد ما كنت انتظره.
مواطنون يزعقون بكلمات غير مفهومة وهتافات عجيبة وبعض السباب أيضا، لأعود أدراجى وأنا فى حالة عدم ارتياح لهذه المهمة التى وضحت لى الصورة أنها غير مأمونة على الإطلاق. لكن ما أهدى لى الشعور بالأمان أننى ذهبت إلى المسرح وبرغم أنه مسرح مفتوح وحوله بعض المبانى لكن كان هناك جهد ملحوظ من الشرطة لتأمين المسرحية وأبطالها وهو ما جعلها تتم بالفعل وأمام المسرح أعداد كبيرة من الجماهير التى جاءت تستمتع بالمسرحية، وبعضها جاء لتأمين العملية بكاملها.
وعند العودة لـ«الأهرام» طلب منى مدير التحرير وقتها الراحل سلامة أحمد سلامة الموضوع والصور وأصر على أن تفتح الصفحة بالكامل للموضوع والصور التى قام بها الزميل محمد وسيم.
رابط دائم: