رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

اجتهادات
الجمهور أم الخبراء؟

الشائع أن استفتاء خبراء فى مجال معين يفضى إلى نتيجة أفضل من الاستفتاء العام على المستوى الشعبى. ليست هذه قاعدة عامة. ولكن الثقة فى استفتاء الخبراء أكبر، لأنهم أكثر معرفة بالموضوع المُستفتى عليه، أو هذا هو المفترض. وتُدعم جائزة أفضل لاعب كرة قدم، وكذلك أفضل حارس مرمى عام 2020، التى أعلنها الاتحاد الدولى الفيفا قبل أيام هذا الاعتقاد. ذهبت الجائزتان إلى اللاعب والحارس اللذين يستحقانهما فعلاً، لم تحل شهرة مرشحين مثل ليونيل ميسى وكريستيانو رونالدو، دون فوز روبرت ليفاندوفسكى، الذى يُعد الأفضل بجدارة الآن. ويرى أنصار فكرة أن استفتاء الخبراء أكثر موثوقية من الاستفتاء العام أن إعطاء خبراء (قادة ومدربى كل منتخبات العالم، وصحفيين من 211 دولة عضو فى الاتحاد الدولى بواقع واحد من كل منها) الوزن الأعظم فى المجمع الانتخابى، يكفى لتحقيق الثقة فى الجائزتين، وكذلك فى جائزتى أفضل لاعبة، وأفضل حارسة للمرمى، رغم وجود تصويت جماهيرى مفتوح أيضًا. ويصح هذا التقدير بمقدار ما يلتزم مدربو قادة المنتخبات والصحفيون الرياضيون بالمعايير التقنية الموضوعية، ويبتعدون عن المؤثرات الشخصية أو العاطفية. ورغم قلة الثقة فى الاستفتاء العام، مقارنًا باستفتاء الخبراء، تزداد الدعوة فى الدول الأكثر ديمقراطية إلى التوسع فى استفتاء الجمهور من أجل تحرير الشعب من سيطرة نُخب تحترف العمل السياسى، وتعرف الطريق إلى الفوز فى الانتخابات، مما يؤدى إلى جمود فى نظام الحكم وتراجع ثقة الناخبين فيه، وامتناع أعداد متزايدة عن الاقتراع فى انتخابات، أو اتجاه قطاعات منهم إلى دعم أحزاب شعبوية وتفضيل مرشحين غير تقليديين دون تفكير فى عواقب انتخاب بعضهم.غير أن الداعين إلى التوسع فى استفتاء الشعب يطالبون بضمانات لتعزيز الثقة به، مثل إشراف لجنة محايدة عليه، وتحديد الموضوع الذى يستفتى الناخبون عليه بدقة بحيث يكون واضحًا، وصوغه فى صورة سؤال بسيط يمكن لأى ناخب استيعابه، وتسهل الإجابة عنه بنعم أو لا، لكى لا يحدث التباس فى فهمه. والأرجح أن توفير مثل هذه الضمانات يجعل الاستفتاء العام جديرًا بالثقة مثل استفتاء الخبراء.


لمزيد من مقالات د. وحيد عبدالمجيد

رابط دائم: