رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

«الكلمات المتقاطعة».. من «نيويورك وورلد» إلى زمن «التطبيقات»

كتب ــ وسام أبوالعطا

مزيج بين أداة للتثقيف وسبيل لقطع الوقت والتسلية، هى «الكلمات المتقاطعة» ، التى يدين عشاقها حول العالم لرجل أمريكى اختار يوما ما التخلى عن زراعة البصل من أجل إرضاء شغفه الصحفى. فرائد « الكلمات المتقاطعة» فى الصحافة الورقية هو الصحفى الأمريكى البارز، آرثر وين، ليصبح محررًا فى صحيفة «نيويورك وورلد».

فقد قام وين فى مثل هذا اليوم قبل 107 أعوام، وتحديدا فى 21 ديسمبر 1913، بنشر أول أشكال «الكلمات المتقاطعة» ، وهى عبارة عن لعبة ذهنية تتخذ شكل جدول يحوى مربعات باللونين الأبيض والأسود تتخذ بعدين أفقيا ورأسيا. تقوم اللعبة على مهارة القارئ فى الإجابة عن أسئلة متنوعة ما بين عوالم الثقافة والأدب والرياضة وغيرها، وإسقاط الإجابة حروفا فى المربعات البيضاء، وتقف نظيرتها السوداء كفاصل بين كل إجابة وأخرى.

ومن «نيويورك وورلد» عام 1913، بدأت حمى «الكلمات المتقاطعة» تنتشر شرقا وغربا، لكن كان هناك عقبة واحدة أمام هذا المد. وهو صحيفة «نيويورك تايمز»، التى نفت عن « الكلمات المتقاطعة» كونها بابا ثقافيا وقللت من أهميتها. فرفضت الانضمام للمرحبين بها، وإن عادت بعد أربعين عاما بالكامل لتغير موقفها، وتستعين بمحررين متخصصين فى إبداع شبكات «الكلمات المتقاطعة».

وجاء تراجع « نيويورك تايمز» مصحوبا بافتتاحية خاصة، ورد فيها: « أصبحت الكلمات المتقاطعة هى هم كل الناس، رجالا ونساء، كبارا وصغارا ، لدرجة اهتمام العديد من الأساتذة فى جامعة هارفارد العريقة بها، فقالوا إنها تسليتهم المفضلة وسط الحياة الأكاديمية الرتيبة. وقد تمثل هذا الاهتمام فى تصريح الدكتور هال بارون، أستاذ التاريخ بكلية هارفى ماد، بأنه يحب حل الكلمات المتقاطعة بقوله ( هى تساعدنى على ترويض عقلى، وتحديد معالم شخصيتي)».

وبلغ شغف بارون بالكلمات المتقاطعة، أنه فكر فى إصدار كتاب يتناول تاريخ اللعبة الشهيرة. وكتب عن هذا الموضوع فى مجلة «وقائع التعليم العالى»، ومجلة أساتذة الجامعات بعنوان ( الترفيه الأكاديمى).

أما عربيا، فبدأت أول « كلمات متقاطعة» فى الإصدارات المخصصة للأطفال مثل «السندباد»، و«بلبل»، و«كتكوت»، والتزمت ببساطة التنسيق والمحتوى. ولاحقا، التقطت مجلة «الشبكة» اللبنانية الفكرة وطورتها لاستهداف القراء الكبار وزادت شهرتها. وفى عام 1965، بدأت مجلة «الكواكب» المصرية نشر مسابقة «الكلمات المتقاطعة» التى صممها إبراهيم عطية، ليشكل حجم الإقبال وتوالى الرسائل التى تتضمن الحلول مفاجأة لمسئولى «الكواكب». وبدأت الصحف اليومية فى مصر الانضمام إلى ركاب «الكلمات المتقاطعة»، وكان الكاتب الكبير راجى عنايت من رواد إدخال هذا الباب فى الصحافة المصرية إجمالا وفى صحيفة «الأهرام» تحديدا.

وبدأ ظهور باب « الكلمات المتقاطعة» بشكل منتظم على صفحات «الأهرام» يوم الأول من يناير 1973، متضمنا أسئلة حول أحد أفلام أم كلثوم وعلم الكهرباء. وكما جذبت « الكلمات المتقاطعة» أهل الدراسات الأكاديمية، كان لها حظ وافر مع المشاهير مثل هنرى كيسنجر، وزير الخارجية الأمريكى الأسبق، وتونى بلير، رئيس الوزراء البريطانى الأسبق, وبيل كلينتون الرئيس الأمريكى الأسبق. وتضم القائمة الممثلة الإيطالية صوفيا لورين، التى صرحت سابقا بأنها كانت تسعد بوجود اسمها ضمن ألغاز «الكلمات المتقاطعة» فى الصحف الإيطالية. وعربيا كان المطرب الراحل عبد الحليم حافظ يداوم على حل الكلمات المتقاطعة، خصوصا أثناء فترات مرضه. ومع الثورة الرقمية، أطلت مخاوف من تراجع شعبية «الكلمات المتقاطعة»، إلا إنها نجحت فى احتلال كثير من التطبيقات الإلكترونية، وازدهرت نسختها الإلكترونية بشكل يفوق نجاحها الأول ورقيا.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق